في جو حماسي كبير وتعبئة شاملة نابعة من الغيرة الوطنية على هذا البلد وعلى استمرار قوة حزب الاستقلال واشعاعه وريادته وفي انتظام وفق البرنامج المحدد من طرف اللجنة التحضيرية يهيء الاستقلاليون والاستقلاليات لمؤتمرهم السادس عشر الذي حددوا له نهاية شهر يونيو وبداية شهر يوليوز موعداً لانعقاده، وقد أراد لهذا الموعد ألا يكون موعداً لتجديد هياكل وتغيير قيادات، ولكن أن يكون موعداً جديدا مع التاريخ، وهي المواعيد التي عودنا عليها حزب الاستقلال. عودنا عليها ووعدنا بها وما أخلف يوما، حيث كان دائما حاضرا في كل المحطات الكبرى التي همت هذا الوطن، وحددت مساره وكان لحضور حزب الاستقلال وكما كان دائما الدور الريادي والحاسم. فكلما تعلق الأمر بالجهاد من أجل الاستقلال قدم حزب الاستقلال أحسن أبنائه فدية لهذا الوطن، وقدم أحسن أفكاره نبراسا يهتدي بها ليس المناضلون والمناضلات فحسب، ولكن كل أبناء هذا الوطن. وجاء الاستقلال وجاءت معه تحدياته التي كانت تتطلب أيضا من نخبه أن يكونوا في الموعد، فكان حزب الاستقلال أيضا الفاعل الأساسي في معركة الديمقراطية والتنمية وساهم أيضا بآراء أبنائه وبقراراته التاريخية. ولما جاءت معركة استرجاع الوحدة الترابية كان حزب الاستقلال في أول صفوف المناضلين الذين ساروا في هذه المسيرة. وكانت مطالبه وأفكاره بانسجام مع الشعب ومع جلالة الملك المغفور له الحسن الثاني هي ما أنار طريق 350 ألف مغربي هبوا لاسترجاع أرضهم المغتصبة مسترخصين أرواحهم. ورغم مناوءة جيراننا للمغرب في وحدته الترابية ظل حزب الاستقلال يمد يد الأخوة والصداقة مذكرا بالنضال المشترك من أجل تحرير الدول المغاربية ورغبة شعوبها في تحقيق وحدة أقطارها، وهو الخيار الذي لم يحد عنه حزب الاستقلال إلى اليوم. باستحضار هذا الماضي المجيد الذي كان حزب الاستقلال في المقدمة وباستحضار المتغيرات الداخلية والاقليمية والدولية يهيء الاستقلاليون والاستقلاليات لمؤتمرهم السادس عشر ليكون مؤتمرا للتميز يطرح التساؤلات ويجيب عن الإنتظارات لتكون أوراقه وقراراته ليس فقط تخص مرحلة المؤتمر، ولكن لتكون ورقة عمل وخارطة طريق للاستقلاليين والاستقلاليات والمغاربة أجمعين في الاجابة عن المشاكل التي تؤرقهم في كل مجالات الحياة، في الصحة والتعليم والرياضة والسكن والاعلام والتسيير المحلي والجهوي والاقتصاد وغير ذلك من المجالات وأيضا والأهم من ذلك الجانب الفكري بجعله ورقة أساسية من أوراق المؤتمر حيث يؤكد الحزب من جديد وكما كان دائما على دور الهوية والانسية المغربية. يهيء الاستقلاليون والاستقلاليات إذن لمؤتمرهم ليس من فراغ ولكن من وعي تام لكافة المناضلين بضرورة رصد التحولات والتغييرات وبعث دماء جديدة تكون قادرة على حمل مشعل حزب الاستقلال الذي أوقده رواده الكبار، ولازال نور فكر الزعيم علال الفاسي ينير طريق كل الاستقلاليين والاستقلاليات، ويشعرهم أن لهم روحا وفكراً يحصنهم من أن يكونوا ورقة في مهب الريح. الاستقلاليون والاستقلاليات مرتاحون لماضيهم ولحاضرهم ومتفائلون أقوياء لمستقبلهم، مستقبل المغاربة قاطبة.