بدأت قيادة جبهة البوليساريو الانفصالية تشعر بالحنق من حكومة مدريدالجديدة التي يقودها الحزب الشعبي الاسباني، ويبدو واضحا أن سبب الحنق والقلق يعود بالأساس إلى ما تعتبره قيادة البوليساريو الانفصالية تبرماً من مسؤولي هذا الحزب من الوعود التي قطعوها على أنفسهم حينما كانوا يعارضون سياسة سابقهم ثاباطيرو الذي كان يعتبره الحزب الشعبي الاسباني آنذاك تأييدا مطلقا لموقف الرباط من النزاع في الصحراء . وتجلى هذا الحنق في نفاد صبر قيادة البوليساريو الانفصالية من الانتظار، وسارع رئيسها الأبدي إلى توجيه رسالة إلى رئيس الحكومة الاسبانية خلال الأيام القليلة الماضية يدعوه فيها إلى استقباله بصفته رئيسا للجمهورية الوهمية لتحقيق توازن في موقف حكومته بعد الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة الاسبانية إلى الرباط ولقاءاته الرسمية مع المسؤولين السامين المغاربة، وتقول الرسالة إنه انصت خلال هذه الزيارة إلى وجهة نظر الرباط ولابد له أن يستقبله بصفة رسمية للإنصات إلى وجه نظر قيادة الجبهة الانفصالية . واستبعدت مصادر عليمة في إسبانيا أن يقدم رئيس الحكومة الاسبانية على هذه الخطوة لأنه يدرك كلفة ذلك على علاقات مدريد مع الرباط التي تنتظرها استحقاقات كثيرة جدا . ويبدو أن إقدام السيد خوسي رامون غارثيا المسؤول عن السياسة الدولية للحزب الشعبي الاسباني على استقبال ممثل جبهة البوليساريو الانفصالية بمدريد يوم الجمعة الماضي بمقر الحزب يندرج في هذا السياق، والذي لا يستبعد أن يكون المسؤول الحزبي الاسباني قد بادر بتطمين ممثل الجبهة في مدريد، وأفهمه استحالة استقبال رئيس الحكومة الاسبانية لرئيس الجبهة الانفصالية . ورغم الضغوط التي يمارسها مسؤولو الجبهة في هذا الصدد كما حدث مع ما أقدم عليه ممثل الجبهة في الأممالمتحدة الذي طالب في تصريح لوكالة الانباء الاسبانية ايفي من رئيس الحكومة الاسبانية بضرورة استقبال رئيس الجبهة، إلا أن كل المعطيات تجمع على استبعاد حصول ذلك .