وصف محللون عسكريون العقبات التي ستواجهها "إسرائيل" إذا ما قررت ضرب مواقع نووية إيرانية. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسئولين في وزارة الدفاع الأمريكية ومحللين عسكريين على صلة قريبة بوزارة الدفاع "البنتاجون" أن هجوم إسرائيلي على المواقع النووية الإيرانية سيكون عملية معقدة للغاية وسوف يتطلب ما لا يقل عن 100 طائرة . ووفقا للمسئولين، الذين نشرت الصحيفة تقييمهم فالطائرات الحربية الإسرائيلية سوف يكون عليها التزود بالوقود في الجو وهي في طريقها لقصف الدفاعات الجوية الإيرانية ومهاجمة مواقع تحت الأرض متعددة في وقت واحد. وقال المسئولون إن الهجوم على "إيران" سيكون مختلفا إلى حد بعيد عن الضربات التي وجهتها "إسرائيل" على مفاعل نووي في "سوريا" في عام 2007، ومفاعل "أوزيراك" العراقي عام 1981. وقال الجنرال "ديفيد ديبتلا" الذي تقاعد السنة الماضية كمسئول استخباراتي في سلاح الجو الأمريكي والذي خطط الحملات الجوية الأمريكية عام 2001 في "أفغانستان" وخلال حرب الخليج عام 1991، أقول ل"كل الخبراء والمحللين الذين يؤيدون ضرب "إيران" الأمر لن يكون بهذه السهولة". ومن جانبه، قال "أندرو هوهن" المسئول السابق في "البنتاجون"، "أنا لا أعتقد أنك ستجد أي شخص يقول: أن ما سيحدث هو قيام حفنة من الطائرات، ستدخل خلال ساعات المساء لتنفيذ الهجمات ثم تخرج". أما "مايكل هايدن" الذي كان مديرا لوكالة المخابرات المركزية من 2006 إلى 2009، قال إن "الضربات الجوية القادرة على إرجاع البرنامج النووي الإيراني بشكل جدي تتجاوز قدرة إسرائيل"، وذلك يعود جزئيا إلى المسافة التي يجب على الطائرات الهجومية أن تسافرها وحجم المهمة . وقال محللون عسكريون إن المشكلة الأولى التي تواجه "إسرائيل" هي كيفية الوصول إلى "إيران". وأوضحوا أن هناك ثلاثة طرق محتملة: من الشمال عبر "تركيا" أو من الجنوب عبر "المملكة العربية السعودية" أومن الوسط عبر "الأردن" و"العراق" . وأوضحوا أن المسار عبر "العراق" سيكون الأكثر مباشرة وهو المرجح أكثر، وذلك لأن "العراق" ليس لديها دفاعات جوية فعالة كما أن "الولاياتالمتحدة" التي انسحبت من "العراق" في شهر دجنبر الماضي، لم تعد ملزمة بالدفاع عن سماء العراق . وأوضح التقرير أنه حتى إذا تم افتراض تسامح "الأردن" مع تحليق الطيران الإسرائيلي، في أجوائها ستكون المشكلة هي المسافة. ووفقا للتقرير أن "إسرائيل" لديها طائرات مقاتلة أمريكية الصنع من طراز F-15I و F-16I والتي يمكن أن تحمل القنابل إلى الأهداف، ولكن مداها يعتمد على السرعة والارتفاع والحمولة، وسيكون أقل بكثير من المطلوب مع اعتبار أن الحد الأدنى للرحلة التي ستقوم بها الطائرات 2000 ميل . وأشار التقرير إلى أن "إسرائيل" سيتعين عليها استخدام طائرات "ناقلات وقود" للتزود بالوقود جوا، ولكن من غير المعتقد أن يكون لدى إسرائيل "ما يكفي من ناقلات الوقود لهذه المهمة". وقال "سكوت جونسون" المحلل في شركة استشارات دفاعية، إن "إسرائيل" كان لديها ثمانية ناقلات وقود أمريكية الصنع من طرازKC-707، على الرغم من أنه ليس من الواضح ما إذا كانت جميعها صالحة للدخول في عملية كهذه. وأضاف أنه من الممكن أن تكون "إسرائيل" قد قامت بإعادة تشكيل وتكوين الطائرات الموجودة لديها إلى ناقلات وقود لاستخدامها في توجيه ضربة. وأوضحت الصحيفة أنه أيا كان عدد ناقلات الوقود فستكون في حاجة لحماية جوية من قبل المزيد من الطائرات الحربية. ونقلت الصحيفة عن "جونسون" قوله "لذلك فإن الأرقام التي تحتاجها "إسرائيل" ستكون كبيرة جدا". كما أن "إسرائيل" لا تزال بحاجة إلى استخدام طائراتها الحربية الإليكترونية لاختراق الدفاعات الجوية الإيرانية وأنظمة الرادار الإيرانية لعمل ممر للهجوم. وأضاف محللون أن هناك عقبة أخرى رئيسية وهي مخزون القنابل الإسرائيلية القادر على اختراق معمل "نطنز" النووي، والذي من المعتقد أنه مدفون 30 قدما تحت الأرض من الخرسانة المسلحة، وموقع "فوردو" الذي تم بناءه في منطقة جبلية. وقال التقرير إنه بافتراض أنها لا تستخدم سلاح نووي، فإن "إسرائيل" لديها 5000 رطل من قنابل GBU-28، وهو نوع خاص من القنابل الخارقة للتحصينات تحت الأرض التي يمكن أن تضر بمثل هذه الأهداف، على الرغم من أنه من غير الواضح إلى أي مدى يمكن لهذه القنابل أن تذهب تحت الأرض. وكانت الصحيفة قد أشارت في وقت سابق من هذا الشهر تقريرا أوصى خلاله "تشارلز روب" السيناتور الديمقراطي السابق، و"تشارلز والد" وهو جنرال متقاعد في سلاح الجو، بأن تبيع إدارة "أوباما" ل"إسرائيل 200 قنبلة خارقة للتحصينات "GBU-31" فضلا عن ثلاثة طائرات متقدمة للتزود بالوقود . وبناءً على تلك التقديرات، يشير المحللون أنه ينبغي على "الولاياتالمتحدة" الإنخراط والمشاركة، أو توجيه ضربة هجومية بمفردها. فخلافا ل"إسرائيل" تمتلك "الولاياتالمتحدة" الكثير من قدرات التزود بالوقود. ويمكن للقاذفات أن تطير من قاعدة "العديد" الجوية الأمريكية في "قطر" أو من قاعدة "دييجو جارسيا" في المحيط الهندي أو من قواعد في "بريطانيا" و"الولاياتالمتحدة". وقال الجنرال "ديبتلا" إن "هناك فقط قوة عظمى واحدة في العالم يمكنها أن تنفذ تلك الضربة. إلا أن قدرة "إسرائيل" تتركز في توجيه ضربة انتقائية هنا أو هناك .