لم يخف تقرير للأمم المتحدة حقيقة حصول جماعات مسلحة تنشط بمنطقة الساحل والصحراء على كميات من الأسلحة تم تهريبها من مخازن العقيد الليبي الراحل معمر القذافي إبان إندلاع الثورة الليبية في السابع عشر من شهر فبراير من السنة الماضية. وقال التقرير الذي انجزته بعثة للأمم المتحدة مكلفة بتقييم تأثير الأزمة الليبية على منطقة الساحل أن بعض البلدان التي زارتها البعثة تعتقد أن الأسلحة هربت إلى منطقة الساحل على يد مقاتلين سابقين في ليبيا، في إشارة إلى كتائب القذافي والمرتزقة الذين قاتلوا إلى جانبها لوأد الثورة الليبية، وبمن فيهم عناصر من جبهة البوليساريو الانفصالية الذين ساندوا العقيد الليبي في حربه على شعبه. ويذكر أن المجلس الوطني الإنتقالي الليبي كان قد أعلن أسر المئات من عناصر البوليساريو بعد سقوط طرابلس في العشرين من غشت من العام الماضي وتحصن القذافي في مسقط رأسه بسرت، فيما أشارت مصادر إلى تمكن مئات آخرين من العودة إلى تندوف. وذكر التقرير، أن حكومات الدول التي تمت زيارتها «أشارت إلى أنه رغم جهود السيطرة على حدودها جرى تهريب كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة من مخازن الأسلحة الليبية إلى منطقة الساحل»، مبرزا أن تلك الأسلحة تتضمن قذائف صاروخية ومدافع رشاشة وبنادق آلية وذخيرة وقنابل يدوية ومتفجرات ومدافع خفيفة مضادة للطائرات ومركبة على عربات، ولم يستبعد أن تكون أسلحة أكثر تطورا مثل صواريخ أرض - جو وأنظمة الدفاع الصاروخي المحمولة على الكتف، وصلت إلى جماعات بالمنطقة. وكانت مجموعة التفكير الأمريكية «أطلانتيك كاونسل»، حذرت من جهتها من التحالف السري القائم بين البوليساريو وتنظيم القاعدة في شمال إفريقيا، مشيرة إلى أن ذلك يشكل جزءاً من نسيج متطرف يهدد أمن واستقرار البلدان المغاربية ومنطقة الساحل وافريقيا. وكتب بيتر فام، في دراسته له تحت عنوان «التهديد المتطرف يهدد النمو في افريقيا»، أن «امتداد القاعدة في المغرب العربي قوى روابطها مع جبهة البوليساريو، وهو تقارب أقل ما يمكن أن يقال عنه إنه مقلق وتجسد في أكتوبر الماضي في اختطاف عاملين اسبانيين في المجال الإنساني وآخر ايطالي، والأدهى أنه تم في قلب تندوف». وأكد أن هذا التحالف الحاصل بين الجانبين «لايعد مفاجئا» بالنسبة للملاحظين والمتتبعين الذين يرون في شباب مخيمات تندوف الذين يعيشون «دون أمل في غد أفضل»، مجالا خصبا من طرف تنظيم القاعدة المغاربي الباحث عن مقاتلين لتنفيذ عملياته «الإرهابية والإجرامية».