اعتبرت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية أن "منصف المرزوقي" الذي انتخب الإثنين الماضي رئيسا مؤقتا ل"تونس" خلال المرحلة الإنتقالية، أخذ بثأر سنوات من المعارضة والمنفى. ويعول الرئيس التونسي الجديد على مساعدة أوروبا، لكنه لم يخف استياءه تجاه "فرنسا" التي اعتبرها "لا تزال تعيش المخططات القديمة". وأضاف: "على أصدقائنا الفرنسيين التكيف مع الوضع الجديد، لا ينبغي التعامل معنا باعتبارنا بلطجية وعليهم أن يفهموا أننا لسنا زبائن.. ولكن شركاء". ونقلت الصحيفة عن "المرزوقي" انتقاده لرؤية الغرب "التبسيطية" عن الإسلام قائلا: "لسنا في حرب أيديولوجية، فهي لا تخدم سوى المتطرفين من جميع التيارات. فبين "أردوغان" و"طالبان" فارق شاسع جدا، كما أن الإسلاميين تغيروا، فحزب "النهضة" هو حزب ديمقراطي إسلامي كأحزاب أوروبا المسيحية. لقد تحول الإسلاميون نحو الديمقراطية وأنا هويتي عربية إسلامية". وأضاف "المرزوقي" إن التونسيين الآن يسعون لكتابة دستور سيحدد مصير الأجيال القادمة، وفي الوقت نفسه هناك حاجة لتلبية المطالب العاجلة، فالاقتصاد في حالة جمود والبطالة ارتفعت بشكل حاد. ووصفت الصحفية "المرزوقي" بأنه آلة فكرية مدهشة، وهو خصم بدوي عمره 66 عاما يتحدث الفرنسية بطلاقة، وعاش أكثر من ثلث حياته في "فرنسا"، كطالب وطبيب. عاش لمدة خمسة عشر عاما في "ستراسبورغ" حيث حصل على البكالوريوس. عاد "المرزوقي" إلى "تونس" سنة 1979، وعمل أستاذا للصحة العامة وترأس الرابطة التونسية لحقوق الإنسان، أي كان "عدوا ل"زين العابدين بن علي". وفي سنة 2001، لجأ إلى المنفى مرة أخرى، وعمل أستاذا للطب لمدة أربعة سنوات، وأضافت الصحيفة أن "الطبيب حافي القدمين" عمل مع المجتمعات المحرومة، وعاد إلى "تونس" في 18 يناير، بعد أربعة أيام من فرار "بن علي" ونقلت عن "المرزوقي" قوله: "إعتدت على الحياة في السجون ومكاتب القضاة أكثر من غيرها وأعاني صعوبة في وضعي الجديد". "المرزوقي" الذي لا يضع رابطة العنق ولا يستخدم المصطلحات في الحديث التي تبدو صعبة الفهم، ويعتقد البعض من معارضيه ومن رفاقه أيضا أنه "خطيب رائع كان نضاله نموذجيا ضد الديكتاتورية، لكن لا يمكن التنبؤ بتصرفاته، فقد يفتقر إلى مؤهلات منصبه الجديد من الصبر والكياسة والمرونة". وخلال عام واحد تم انتخاب الجمعية التأسيسية في 23 نونبر، والمفترض أن تضع دستورا جديدا للبلاد، وطالب "المرزوقي" بمنحه بعض الوقت ولم يستبعد تمديد فترة الجمعية التأسيسية لمدة عام أو إثنين، ويعتقد "المرزوقي" أن النظام الأفضل هو المختلط ما بين الرئاسي والبرلماني الذي يمكن أن ينقلب إلى صيغة للديكتاتورية أيضا. وأضافت "لوفيجارو" أن "المرزوقي" الذي يحب السلطة ويكرهها في الوقت نفسه عبر عن أمله في ألا "تسحره" السلطة كما يقولون. ويعتقد عدد كبير من المراقبين أنه قادر على مقاومة "شياطينه".