ذكرت وسائل إعلام اسبانية أن الشركات الالمانية المكلفة بالمشروع الكهربائي الضخم المنتج من الطاقة الشمسية بالمغرب قد عمدت تسريع البدء في هذا المشروع بثلاث سنوات، وعللت الجهات الألمانية هذا التسريع بالتوجه الذي أخذته عدد من الدول الاروبية وخاصة المانيا بالتخلي تدريجيا عن الطاقة النووية في إنتاج الكهرباء وذلك بعد حادث «فوكوشيما» المفجع الذي عرفته اليابان. وذكرت صحيفة البايس أن المشروع الذي كان من المنتظر البدء فيه بعد ثلاث سنوات سينطلق السنة المقبلة 2012. وكان المغرب قد أطلق مشروعه الخاص لإنتاج الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية والطاقة الهوائية في إطار توجه «المغرب الأخضر وذلك لانتاج الطاقات المتجددة وتعويض الطاقات النفطية المكلفة لميزانية الدولة مبالغ باهظة. وسيبدأ انتاج هذه الطاقة ابتداء من سنة 2015 لتزويد أولا السوق المغربي وجزءآً من السوق الإسباني وانطلاقا من سنة 2020 من المنتظر أن يتيح 42% من حاجيات المغرب الطاقية من الكهرباء. كما تعول عدد من الدول الأروبية خاصة المانيا واسبانيا على هذا المشروع كطاقة بديلة حيث من المتوقع أن ينتج في غضون سنة 2050 بموازاة مع مشروع مماثل في مصر ما يناهز 15 في المائة من الاستهلاك الأروبي للكهرباء. وتعول الجارة الإيبيرية كثيرا على هذا المشروع في تأمين جزء من طاقتها الكهربائية خاصة في جنوب البلاد بإقليم الأندلس، هذا مع العلم أن البلدين مرتبطان منذ سنوات بكابلين كهربائيين عاليي القوة. منذ التسعينيات من القرن المنصرم وسيكلف المشروع خلال 38 سنة المقبلة ما يناهز 400.000 مليون يورو وستكون أول محطة بصحراء ورزازات مساحتها، 12 كلم2 تتلوها محطات أخرى. ويأتي اختيار المغرب لهذا المشروع الكبير وتحمس معظم الشركات الاروبية العاملة في قطاع الكهرباء له حسب صحيفة البايس وحسب مسؤولين ألمان إلى الاستقرار السياسي الذي يعرفه المغرب وذلك بعد إزاحة الجزائر التي جرت معها أول الاتصالات في هذا الصدد نظرا لتوفرها على أكبر مساحة صحراوية من بين دول شمال إفريقيا، وردت مواقع الكترونية جزائرية باللوم على السلطات الجزائرية في عدم فوزها بهذه المشاريع. وهذا ما دفع عدداً من المسؤولين الجزائريين الى التعليق على هذا الموضوع حيث صرح وزير الطاقة الجزائري يوسف اليوسفي أن المغرب «لم يخطف» حسب تعبيره هذا المشروع، وهو التصريح الذي أضاف إليه نور الدين بوترفة رئيس الشركة الكهربائية الجزائرية أن المغرب توجه هذا التوجه نظرا لحاجته للطاقة، مضيفا أن بلاده لسيت في نفس الظروف في إشاره إلى توفرها على الطاقة النفطية.