علمت جريدة "العلم" من داخل المخيمات، أن عناصر تابعة لما يسمى بالدرك الوطني للجمهورية المزعومة، قامت صبيحة يوم الثلاثاء الموافق ل25 أكتوبر الجاري، بفك مخيم اعتصام الرابوني المفتوح قرابة ثلاثة اشهر، أمام مقر بعثة غوث اللاجئين بالرابوني، بضرب بشكل همجي واعتقال الفنان الناجم ومجموعة الشباب الرابضين معه، و الراغبين في التغيير وبطاقات اللاجئ. وأفاد أحد الشباب العشر المعتصمين، في مكالمة هاتفية، أن رفيقهم في النضال المعارض لسياسة قيادة جبهة البوليساريو والمسمى حمادي البشير هيبة، قد أصيب خلال هذا التدخل الهمجي بجروح جعلته طريح الفراش، وكسر في سنه الأمامي، من طرف احد أبناء عمومته التابع لعناصر الدرك، وقد أثار هذا الحادث نزاعا بين أهل القبيلة الواحدة، انتهى بطلب الصلح من طرف أهل المعتدي على حمادي البشير هيبة من أسرة الضحية، كما تنكرت أهالي القبيلة هذا الاعتداء الذي جلب لهم العار داخل القبيلة وسيدخلهم في نزاعات بين أباء العمومة. وأضاف ذات المصدر، أنه لم يتم إطلاق سراحهم إلا بعد ساعات متأخر من ليلة نفس اليوم، مفيدا أنهم تعرضوا للشتم والتهديد خلال الاعتقال، حيث توعدهم أحد مسؤول دركي المدعو سلمى ولد البشرة بعدم العودة للاعتصام، مبررا تدخلهم العنيف بالظرفية الطارئة التي تعرفها المخيمات بعد حادث اختطاف المتعاونين الأجانب الثلاث من الرابوني، وأن القيادة أمرت بتعزيز الدوريات الأمنية وجعلها في حالة استنفار، لحماية ضيوفها الأجانب: من متعاونين في الحقل الإنساني وموظفي البعثات المنظمات الدولية، وبالتالي فإن أي احتجاج أو اعتصام فهو مرفوض لحفظ سلامة وأمن الأجانب بالمخيمات ( كما جاء على لسان هذا المصدر)، مفيدا أن الناجم ورفاقه لا يزالون مصرون على مواصلة اعتصامهم في الأيام القادمة رغم سياسة الوعد والوعيد هاته. واعتبر مصدر أخر أن قيادة البوليساريو اتخذت من غطاء الإرهاب ومن كونها ليست في معزل عن مثل هذه العمليات الإجرامية، ذريعة لفرض حالة استنفار امني داخل المخيمات تضيق به الخناق على كل أشكال المعارضة وموجة التغيير لتقطع الطريق على العصيان والتمرد ضدها، وقطع دابر المناصرين لمقترح الحكم الذاتي أو المطالبين بالعودة إلى ارض الوطن، مستغلة الجانب الايجابي من تهمة فشلها في تأمين مناطق نفوذها، و التي ألصقتها بها أصوات المعارضة في مخيمات تندوف بعد حادث الاختطاف، وكل ذلك يصب في قالب تبرير قمعها واعتقالاتها لكل من خولت له نفسه في الأيام القادمة الاحتجاج أو الاعتصام، والتالي فهي ترغب في شراء صمت المتعاونين الحقوقيين الأجانب بحجة استرداد ثقتهم في أمن المنطقة، واستبعاد عدولهم عن الذهاب إلى المواعيد والأنشطة التي تُنظم في الأراضي المنزوعة السلاح و مخيمات تندوف بحجة الخوف من الإرهاب. وقال هذا المصدر: " جميع المؤشرات باتت واضحة وضوح الشمس في النهار أن قيادة البوليساريو قامت بعملية استعراضية بتدبير عملية اختطاف الأجانب الثلاث لتبرير حملات قمع و اعتقالات ولما تصفيات في حق المعارضين الصحراويين المطالبين بالتغيير وإسقاط شرعيتها في الأيام القادمة استعدادا لنسختها الجديدة من مؤتمرها الشعبي القادم.. ولا أظن أنه علينا أن نستثني أي سيناريو من هذا النوع حتى لو أعتبره البعض مجرد شطحات خيال.."