من الملعوم أن من أنجع الوسائل لتحقيق اندماج الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة داخل مجتمعهم هي: التربية والتعليم داخل المؤسسات التربوية، الولوجيات بالنسبة لجميع أصناف الإعاقات، الممارسة الرياضية، الممارسة الفنية والأنشطة التربوية الثقافية.. إلا أنه يبقى أن التأهيل والتكوين المهني هما اللذان يسمحان بولوج مجال الشغل وبالتالي تحقيق الإدماج الاجتماعي الكلي والاستقلال الاقتصادي بعيدا عن العيش في الشفقة والرحمة والتبعية. والقناعة بكل هذا هو الذي دفع بجميع المسؤولين وأعضاء مكتب جمعية النصر للصم والبكم بالرباط إلى إيلاء الأهمية القصوى لعملية تسهيل الإدماج الاجتماعي علما أن هؤلاء الأشخاص يمكنهم أن يكونوا منتجين فعالين ومساهمين بدورهم في تنمية مجتمعهم. وللوصول إلى إدماج أكثر ما يمكن من الشباب الذين هم في وضعية إعاقة، قامت جمعية النصر للصم والبكم بالرباط بتهييء مشروع اجتماعي هو عبارة عن (mini- supermarché) بدعم وتمويل من جمعية النساء الدوليات والأمريكيات AIWA لفائدة خمسة شباب صم وبكم وذلك بمدينة تمارة، تجزئة غيثة رقم 23 قرب المدارس العلمية. إن هذا الحدث الاجتماعي وهاته المبادرة الإنسانية من لدن جمعية النصر للصم والبكم وجمعية AIWA والذي يعتبر الأول من نوعه بالمغرب وربما بعدة دول عربية، تم افتتاحه رسميا يوم الأربعاء 4 ماي 2011 صباحا بحضور السيدة نزهة الصقلي وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن والسيد عامل صاحب جلالة الملك على عمالة تمارة صخيرات وعدة فعاليات تمثل المجتمع المدني وشركاء الجمعية: جمعية النساء الدوليات والأمريكيات، جمعية حماية الأسرة المغربية، وأسر وعائلات الشباب الذين سيشرفون على تسيير هذا المشروع وسكان الحي. وأكيد أن مثل هذا المشروع الاجتماعي سيساهم لا محالة وبشكل كبير في: تحقيق الاستقلال الاقتصادي لهؤلاء الشباب وإعالة أنفسهم بأنفسهم ومحاربة العقلية القديمة التي مفادها أن الأشخاص في وضعية إعاقة لا يستطيعون الإبداع والاستقلال وأن يكونوا عناصر منتجة فعالة في مجتمعهم محاربة العقلية المغربية التي ما تزال تستعشر الخجل وعدم القبول بالطفل المعاق بل تقوم بحبسه خشية ما قد يجلبه لها من العار. فالشخص المعاق يجب أن يخرج للحياة ويساهم في مسيرة بلده التنموية. وهكذا فنمودج الجمعيتين: جمعية النصر للصم والبكم بالرباط وجمعية النساء الدوليات والأمريكيات يبرز بشكل واضح أنه حان الوقت لنقوم بالتحرك بشكل يكون فيه الكل مسؤولا أمام مجتمعه ووطنه، وأن نضع جانبا خطاب الشفقة والصدقة ونأخذ بخطاب المسؤولية والتضامن والاحترام. وهو يبرز أيضا تحدي هؤلاء الشباب المصابين بإعاقة الصمم، فطارق بوغابة، وإبراهيم أوباري ، وعبد الباري كوسطو، وأمين حمادي ونور الدين بويردن وعلى رأسهم رئيس الجمعية السيد ابراهيم الحامد وأمينها السيد صالح محتاش، هم جميعا مثال صارخ لتحدي الإعاقة. ويمكن تسميتهم بفريق لتحدي التحدي.