... وإن كانت النتيجة صغيرة في هذا اللقاء الذي جرى ليلة السبت الماضي بمركب محمد الخامس برسم ذهاب ثمن النهاية بتحكيم أنغولي خلف إستياء الجميع فإن فريق الوداد المغربي كبر فيه بمستوى أسعد ما يفوق 50 ألف متفرج أمام فريق مازيمبي الكونغولي متحديا زعامته الإفريقية وحمله صفة وصيف بطل العالم للأندية، بل أسكته كرويا على أرضية الملعب بعد أن أحكم قبضته عليه، وتمكن بعد مرور 15 دقيقة فقط من هز شباكه بهدف رائع من رأس المهاجم العلاوي الذي تلقى كرة عرضية من رجل المدافع خالد السقاط من جهة اليسار، مما حرر اللاعبين الوداديين وكثف من إندفاعهم نحو مرمى الحارس (روبير كدسي) لتتوالى فرص التسجيل التي ضيعت على الوداد هدفين محققين في الدقيقتين 27 (إختلاط أمام المرمى) و 37 بعد إنفراد المهاجم فابريس بالحارس والمرمى. فيما إكتفى فريق مازيمبي أمام هذا الإقتحام الودادي والتنظيم المحكم لدفاعه باللعب وسط الميدان والقيام بمرتدات لم تشكل خطورة على مرمى الحاس لمياغري بقدر ماكانت عبارة عن مناوشات وقدفات من بعيد أغلبها خارج إطار المرمى، ولم يختلف الشوط الثاني عن سابقه من حيث ظهور وندية التنافس في وقت حاول فيه فريق مازيمبي بلاعبيه النجوم الخروج من نهجه الدفاعي الى محاولة مباغتة الوداد إلا أن الدفاع المنظم للوداديين من جهة والتغييرات التي أقدم عليها فخر الدين بإقحام آيت العريف مكان سكومة وياجور عوض العلاوي ثم زيدوان مكان أجدو من جهة أخرى أعطت نفسا للإندفاع الودادي الذي إشتدت حدته في الربع ساعة الأخيرة بعد إهدار ثلاث مناسبات واضحة للتسجيل أفلتها كل من برابح في الدقيقة 80 وأجدو في الدقيقة 81 ثم ياجور في الدقيقة 83 و 85، على أن أبرز محاولات فريق مازيمبي في هذا الشوط كانت أخطرها في الدقيقة 67 من قذيفة للمهاجم (جيفن) أبعدها لمياغري بمهارة فيها التحركات الأخرى آثر فيما اللاعبون القذف من بعيد، أما محاولة التسربات فكانت تصطدم باليقظة الكبيرة لكل من يوسف رابح وبن كجان لينتهي اللقاء بنتيجة (0/1) والتي اعتبرت أكثر من منطقية ولو أنصفت الكرة لآلت الحصة إلى هدفين على الأقل كما أن حكم اللقاء الأنغولي (مارتين دي كابالو) كان مثيرا لأعصاب اللاعبين بالتغاضي الواضح والفاضح عن الخشونة المبرحة للاعبي مازيمبي بترك الإمتياز لهم بعد تدخلاتهم العنيفة إلا أن هذا التصرف لم يحبط عزيمة المجموعة أربكت الودادية التي تحدته وقدمت عرضا كبيرا وقويا بذلت فيه مجهودا بدنيا غير مسبوق وأظهر لاعبوها فنيات أربكت تركيبة فريق مازيمبي وأرغمت مدربه السينغالي (لامين ديانك) على الوقوف والصياح بجانب دكة الإحتياط طيلة دقائق اللقاء في محاولة لتنظيم صفوف لاعبيه للحد من خطورة الفريق الودادي الذي أقنع كل الجماهير الغفيرة التي استقبلته (بتيفو) جميل وآزرته بشكل قوي بعد ظهور يشرف كرة القدم المغربية في هذه المقابلة الكبيرة التي أخرص فيها هذا الفريق العملاق والتي حرم فيها التلفزيون المغربي الجماهير المغربية من مشاهدتها بعد أن وصفها الحاضرون بالمركب بأنها كانت نهاية قبل الأوان لكأس عصبة الأبطال لما عرفته من حدة وصراع تكتيكي وبدني وفني والتي اعترف بعدها مدرب فريق مازيمبي العاشر عالميا والاول افريقيا بأن فريقه لأول مرة ينهزم فيها خارج ميدانه مع فريق إفريقي مؤكدا أنه لم يلعب أمام فريق عادي بل الوداد الذي له تاريخ وألقاب عديدة. وتبقى النقطة السوداء في أجواء هذه المقابلة الفوضى العارمة التي عرفتها منصة الصحافة وقد اختلط فيها الحابل بالنابل بشكل لم يسبق له مثيل، فيما الجماهير ورغم النتيجة الصغيرة فالجميع غادر المركب أكثر من مرتاح بجمالية اللقاء والظهور القوي للوداد التي دوبت نجومية وقوة فريق مازيمبي الذي سبقته إلى الدارالبيضاء قبل القدوم إليها يوم الأربعاء الماضي. مدرب الوداد فخر الدين: الحكم كان قاسيا على الوداد لقد قدم فريقي مقابلة جيدة وكبيرة، سيطر في مجمل أطوارها وكان بإمكان اللاعبين تسجيل أكثر من هدف، والحكم كان قاسيا علينا ولم يحم لاعبينا، وفريق مازيمبي كبير وليس من السهل الفوز عليه، أحيي اللاعبين على عروضهم ومجهودهم وأحيي أكثر الجمهور الذي ساندنا، أما لقاء الإياب فإن لعبنا بنفس ما قمنا به اليوم فالأمل معقود على العودة بالتأهل شريطة أن يكون حكم هذه المقابلة منصفا وليس في ضعف حكم اليوم مدرب مازيمبي لامين ديارك: كان بإمكان الوداد التسجيل أكثر أهنئ الوداد على الفوز، وهو فريق كبير له تاريخ وألقاب ونحن لم نقم بمقابلة كبيرة لأن الوداديين كانوا أفضل وسجلوا هدفا وأتيحت لهم فرص أخرى للتسجيل، هذه أول مقابلة نخسرها خارج ميداننا، واللاعبون يعانون من إرهاق بعد لعب 70 مقابلة. وبخصوص مقابلة الإياب فهي الشوط الثاني لهذه المواجهة وظروفها تختلف عن مقابلة اليوم... للاشارة فإن طاقم التحكيم الانغولي الذي قاد مباراة الوداد البيضاوي ومازيمبي الكونغولي اول امس السبت بالمركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء برسم ذهاب دور ثمن نهاية كأس عصبة الابطال الافارقة هو نفسه الذي أدار لقاء المغرب الفاسي وضيفه الخرطوم السوداني امس الاحد بمدينة فاس بعد ان تعدر وصول طاقم التحكيم من غينيا بيساو الذي عينه الاتحاد الافريقي لكرة القدم لهذه المواجهة.