يستمر التصدع في بنية النظام الليبي وأجهزته الأمنية والدبلوماسية مع دخول الاحتجاجات، المناهضة لنظام القذافي أسبوعها الثاني، لتصل إلى الدائرة الضيقة المحيطة بالعقيد معمر القذافي، وذلك بعد إعلان ممثله الشخصي بالقاهرة، أحمد قذاف الدم , انشقاقه عن النظام وطلبه اللجوء السياسي في مصر. وقدم قذاف الدم -الذي يشغل حاليا منصب منسق العلاقات المصرية الليبية- استقالته احتجاجا على ما قال إنه سفك للدماء, وتعامل عنيف مع الشعب الليبي. وأشار مصدر في مكتب قذاف الدم -بعد عودة الأخير إلى القاهرة من دمشق- إلى أنه اتخذ قراره «بعد مشاورات ومتابعة لما يجري على الأرض»، وأضاف أنه دعا إلى «جعل ليبيا فوق الجميع والتوقف عن سفك الدماء». ومضى المصدر قائلا إن قذاف الدم -وهو ابن عم العقيد القذافي- أبدى اعتراضه على الطريقة التي يتم التعامل بها مع الشعب الليبي، وإنه يستعد لتسيير قوافل إغاثة إلى بلاده. وشدد على أنه سيعد بنفسه بيانا في وقت لاحق يوزع على وسائل الإعلام. وكان وزير الداخلية الليبي، عبد الفتاح العبيدي، ووزير العدل مصطفى محمد عبد الجليل، قد أعلنا انشقاقهما في وقت سابق عن النظام والتحاقهما بالمعارضين في إطار الاحتجاجات المتواصلة من كبار المسؤولين والدبلوماسيين والضباط على استخدام القوة لإخماد احتجاجات الليبيين على النظام. وتستمر موجة استقالات سفراء ليبيا في الخارج، حيث قدم سفيرها في الأردن، محمد حسن البرغثي، استقالته من منصبه احتجاجا على ما يرتكبه النظام في طرابلس ضد الشعب المطالب بالتغيير والديمقراطية. وقال إنه واحد من أبناء الشعب الليبي وسيبقى في خدمته، متمنيا أن يحقق الليبيون أمانيهم بحياة حرة وكريمة وعزيزة. وكان سفراء ليبيا في الجامعة العربية وأذربيجان وإندونيسيا وبولندا ، ونائب البعثة في الأممالمتحدة ، وكامل الطاقم الدبلوماسي في الرباط، إضافة إلى سفراء ودبلوماسيين آخرين قد قدموا استقالاتهم من مناصبهم للأسباب نفسها. داخليا، تواصلت موجة الاستقالات من الأجهزة الأمنية ووحدات الجيش، حيث أعلن قائد المنطقة الشرقية، اللواء سليمان محمود، استقالته، مشيرا إلى أنه يرفض قمع المدنيين العزل، وأنه سبق له أن عبر للقذافي نفسه عن رفضه لتوريث السلطة، مما أدى إلى تهميشه في السنوات الثلاث الأخيرة. كما أصدر ضباط وجنود قاعدة بنينة الجوية، الواقعة بضاحية بنغازي، بيانا يؤيدون فيه الثورة ضد نظام القذافي. وتلا آمر السرب العمودي بقاعدة بنينة الجوية في بنغازي، العميد طيار حسين عوض أورفلي، بيانا عبر فيه عن انضمامه إلى ثورة 17 فبراير واستعداده للموت من أجل ليبيا. وأدى هجوم كتائب أمنية موالية للعقيد القذافي على مدينة الزاوية، غرب ليبيا , أيضا لحصول مزيد من الانشقاقات داخل الجيش، حيث تتحدث مصادر من الزاوية بأن بعض الضباط في هذه المدينة انشقوا عن النظام والتحقوا بالمتظاهرين. وأعلن مدير أمن شعبية بنغازي، العميد علي محمود هويدي، استقالته من منصبه واستعداده للانضمام إلى شباب الثورة. وقال هويدي إن ما رآه من استعمال مفرط للقوة، وفتك بالأرواح ، هو السبب وراء قراره. وأعلن مدير الإدارة العامة للبحث الجنائي ببنغازي، العميد صالح مازق عبد الرحيم البرعصي، استقالته من منصبه احتجاجا على استخدام السلطات الليبية مرتزقة أجانب في ملاحقة المتظاهرين. كما أعلن عدد من مديري البحث الجنائي، ومديري الأمن، في عدد من المحافظات الليبية الاستقالة من مناصبهم تضامنا مع المتظاهرين، واحتجاجا على استخدام السلطات الليبية مرتزقة أجانب في ضربهم.