سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الاهتمام يقتصر بمركز ووسط المدينة، فيما تبقى الجماعة بعيدة عن هموم السكان ومشاكل أحيائهم.. تدني الاوضاع البيئية والبنيوية بالاحياء المحيطة بمدينة وجدة والسكان يدقون ناقوس الخطر
تعتبر مدينة وجدة من المدن المغربية العتيقة التي مضت على تأسسيها عشرة قرون كاملة، وقليلة هي المدن الالفية التي تأسست منذ تلك العصور البعيدة، واستطاعت ان تصمد وتتطور وتؤدي وظيفتها العمرانية والسياسية والثقافية على المستوى الجهوي الوطني، كما فعلت وجدة المجاهدة محافظة على كثير من مقوماتها الذاتية دون ان تتخلى عن مهمتها في احكام روابط الاخوة بين الاسر ورعاية اواصر القربى بين اهاليها.. وقد تأسست وجدة على يد زيزي بن عطية سنة 384ه، 994 م، ولم يكن هذا حدث جاء بمحض الصدفة، بل انه وقع في ظروف تميزت باحتدام الصراع السياسي في المغرب الاسلامي، حيث جاء ميلادها لتكون رأس الحربة لحماية فاس وسبتة في الشمال وسجلماسة في الجنوب، وتحمي بذلك المحور الثقافي والتجاري الرابط بين اجزاء المغرب الجنوبية وبين مواقعه المطلة على البحر الابيض المتوسط... لكن هذه المدينة باستثناء مركزها ووسطها الرئيسي، اصبحت اليوم تنعي ماضيها الحافل بالامجاد وتبكي حاضرها الغارق في الاهمال وعلى شتى المستويات..! وتتربع وجدة حاليا على مساحة تقدر ب 9،76 كلم2، ويبلغ عدد سكانها حسب احصاء 2004 الوطني: 400 الف نسمة حيث يكون قد ناهز النصف مليون حاليا، موزعين على 15 مقاطعة حضرية بكثافة سكانية وصلت 6،5176 ن في الكلم2. وتعتبر وجدة العاصمة الادارية للجهة الشرقية لاحتضانها مقر الولاية.. ومن مكونات هذه المدينة المعروفة لدى السكان والزوار: حي الطوبى الخارجي والداخلي، الحي الحسني (كولوش) اظهر المحلة (الازاري المدينة العتيقة (الجوطية)، حي واد الناشف والسوق، حي انكادي، حي بالرمضان، حي بندرة، حي المحرشة 1 و2 حي مولاي اسليمان، حي المنار (تج العاقل) حي هكو واحياء النصر والزرارقة وغيرها وكلها احياء تعيش حاليا اوضاعا اجتماعية وبيئية مزرية وخطيرة، نتيجة سياسة التهميش والاقصاء.. وقد كشفت لنا الزيارة الميدانية الاخيرة التي قمنها بها لمجمل هذه الاحياء عن سوء التسيير الذي تفضحه هشاشة البنيات التحتية انعدامها بالمرة.. حيث توجد اغلب الازقة والدروب وحتى بعض الشوارع الراقية في وضعية جد مزرية مليئة بالخضر والبرك والاتربة والاوحال.. هذا من جهة. ومن جهة أخرى، تعيش معظم الأحياء المذكورة نقصا كبيرا من حيث النظافة والصيانة حتى أصبحنا نلاحظ انتشار كبيرا للأزبال وأنواع النفايات وخاصة بالأحياء الشعبية مثل حيث لخضر وبالرمضاني والمنار والمحرشي والسويقة... والمعضلة الكبرى المتمثلة في المطارح التي يحدثها إلى يومنا هذا مربو الماشية الذين يعملون على نقل اكياس النفايات المنزلية من هذه الأحياء على مثل العربات التي تجرها الدواب ويطرحونها بمحيطات المدينة قرب حي الجرف الأخضر والدرافيف وحي القدس وحي سدرة بوعمود وحي هكو لاستعمالها كغذاء لأغنامهم وماعزهم، وقد أصبحت تلك المطارح كذلك حدائق عمومية لأطفال تلك الأحياء الأبرياء! ومن بين المعضلات الأخرى نجد ظاهرة العربات المجرورة التي أصبحت مشكلا حقيقيا مزمنا وخطريا بمدينة وجدة، وهومشكل يشوه طابعها الحضري والتاريخي، حيث تحولت طرق وشوارع وساحات المدينة ومشاجدها إلى محطات ومستودعات للبهائم وعرباتها ونفاياتها، وأصبحت شبيهة بالعالم القروي.. وقد قدر بعض المهتمين عدد هذه العربات وبهائمها بحوالي 3000 عربة وبهيمة، وكلها تشوه الأحياء الشعبية الواقعة على وجه الخصوص بمحيطات المدينة شمالا وغربا وشرقا. وأصبحت هذه العربات تسبب في عدد من المشاكل الخطيرة كتلويث البيئة وتحويل طابع المدينة الحضري إلى طابع قروي، كما أنها تتسبب في عدد من حوادث السير.. والظاهرة لها أسبابها المعروفة اجتماعيا واقتصاديا من فقر وبطالة وتهميش، لكن لها أسباب كذلك مرتبطة بمسؤولية أولي الأمر من سلطات ومنتخبين.. مجمل القول، لعل كل هذه القضايا والمعاناة في شكلها ومضمونها دعوة صريحة لكل المسؤولين على مستوى مجلس المدينة وعلى مستوى السلطات المحلية للتدخل الفوري قصد ايجاد حلول موضوعية للمشاكل المطروحة التي تعيشها ساكنة هذه الأحياء التي طالها التهميش والإهمال لأسباب سياسية في عهد الممثلين الجماعيين الحاليين..!