حقق المنتخب الوطني المغربي الأهم من مباراته أمام نظيره الموريطاني وفاز عليه بأربعة أهداف مقابل واحد حملته إلى الدور الثاني من التصفيات المزدوجة المؤهلة إلى كاسي العالم وإفريقيا 2010 المزمع إقامتهما في كل من جنوب إفريقيا وأنغولا. وتناوب على تسجيل أهداف المباراة بالنسبة للمغرب كل من يوسف السفري في الدقيقة 33 من ضربة جزاء ويوسف حجي في الدقيقتين 56 و60 ومروان زمامة في الدقيقة 66 أما لموريطانيا فسجل اللاعب أحمد ولد تكيدي في الدقيقة 67. وبهذا الفوز يكون المنتخب المغربي قد أنهى مبارياته في المجموعة الثامنة في الصدارة بعدما رفع رصيده إلى 9 نقاط مناصفة منع منتخب رواندا متوفقا على هذا الأخير بفارق الأهداف.. أما المنتخب الموريطاني فقد ظل يقبع في المركز الأخير بدون رصيد حيث لم يحرز أي نقطة في جميع مبارياته. وعكس ما كان متوقعا فقد وجد المنتخب المغربي صعوبة كبيرة في هزم نظيره الموريطاني حيث لعب هذا الأخير بدون أي مركب نقص وقد خلق متاعب كثيرة لأسود الأطلس بل كان قريبا من التسجيل في أكثر مناسبة خصوصا في الشوط الأول. وعانى الفريق المغربي الأمرين مع بداية المباراة حيث فاجأه الضيوف بالانضباط داخل رقعة الملعب وعدم الركون إلى منطقة الدفاع واعتمادهم على المرتدات التي كانت خطيرة في كثير من الأحيان. ومن أبرز الفرص التي أتيحت للأسود في اللحظات الأولى من الشوط الأول تلك التي أتيحت للاعبين يوسف السفري الذي اصطدمت كرته بالعارضة في الدقيقة الثانية والحسين خرجة الذي توغل في المربع لكن تسديدته كانت ضعيفة في يد الحارس الموريطاني سليمان ديالو. وباستثناء هاتين الفرصتين عجز المغاربة عن تركيب ولو جملة تكتيكية واحدة مفيدة حيث طبع أداءهم كثرة الأخطاء في التمرير بفعل الانتشار الجيد للاعبين الموريطانيين في الملعب بل وكسبهم الثقة في أنفسهم وتقدمهم نحو المعترك المغربي الذي كادوا يصلون فيه إلى شباك الحارس نادر لمياغري من خلال الفرصة التي أتيحت للاعبهم سليمان دينغ في الدقيقة 17 عندما انفرد بلمياغري لكنه لم يحسن التصويب نحو المرمى .. وأمام عجزهم عن اختراق خط الدفاع الموريطاني لجأ اللاعبون المغاربة إلى التسديد من خارج المربع لكن ذلك لم يؤت أكله. ولم يأت الفرج للفريق المغربي إلا في الدقيقة 33 عندما احتسب الحكم الإيفواري شرف أبوبكار ضربة جزاء لفائدة اللاعب نبيل الزهر الذي تم إسقاطه داخل المربع وانبرى لهذه الضربة بنجاح اللاعب يوسف السفري. وحرر هذا الهدف لاعبي أسود الأطلس من الضغط النفسي الذي لازمهم في البداية ليأخذوا بزمام المبادرة فيما تبقى من عمر الشوط الأول فأتيحت لهم عدة فرص تفنن في إضاعتها كل من مروان الشماخ ويوسف حجي والحسين خرجة لينتهي هذا الشوط بتقدم صغير للمغاربة بهدف للاشيء. وخلال الشوط الثاني بدا أن المدرب روجي لومير أنب لاعبيه على أدائهم الرديء في الجولة الأولى فأمرهم بالاندفاع أكثر نحو المعترك الموريطاني معتمدين في ذلك على الجهة اليسرى التي تألق فيها اللاعب نبيل درار بتسرباته ومده لزملائه المهاجمين بعدة كرات حاسمة بعدما كان التركيز في الجولة الأولى على الجهة اليمنى التي كان يشغلها كريتيان بصير. وتحسن أداء الأسود في هذا الشوط وكانوا الأكثر استحواذا على الكرة فأتيحت لهم عدة فرص كانت كما حدث مع مروان الشماخ في الدقيقة 55 عندما تلقى كرة جميلة من يوسف حجي وسددها برأسه لكنها مرت محاذية للمرمى الموريطاني، ومباشرة بعد هذه المحاولة تمكن اللاعب يوسف حجي من إضافة الهدف الثاني للمغرب إثر تسديده كرة من خارج المربع خدعت الحارس سليمان ديالو بعدما اصطدمت بأحد المدافعين وتحولت إلى الشباك. وعزز حجي غلة المغرب بتسجيله هدفا ثالثا في الدقيقة 60 من مجهود ثنائي قاده اللاعب نبيل درار، هذا الأخير توغل ومرر لحجي الذي لم يجد صعوبة في التسجيل. ورفض الحكم هدفا لموريطانيا في الدقيقة 62 بدعوى تسلل اللاعب محمد لمين. ومن أول لمسة للكرة بعد دخوله محل يوسف حجي في الدقيقة 66 تمكن اللاعب مروان زمامة من اختتام حصة التسجيل لفائدة المغرب بتوقيعه الهدف الرابع مستغلا كرة صدها الحارس ديالو للاعب مروان الشماخ فراوغ أحد المدافعين وأسكن الكرة بطريقة جميلة في الشباك. وأنقذ المنتخب الموريطاني ماء وجهه بتوقيعه هدف الشرف وجاء من ضربة خطإ مباشرة نفذها اللاعب أحمد ولد تكيدي في الدقيقة 67 لم «يقشع» فيها الحارس لمياغري إلا «الضوء». وأكمل الفريق المغربي المباراة بعشرة لاعبين بعد إصابة كريتيان بصير في عضلة فخذه في الدقيقة 83 في الوقت الذي كان لومير قد استنفد كل تغييراته بدخول زمامة محل حجي ويوسف رابح محل أمين الرباطي ومنصف زرقة محل نبيل الزهر. وظلت الكرة بين أخذ ورد في العشر دقائق الأخيرة بين هجومات للمنتخب المغربي ومرتدات خجولة لنظيره الموريطاني لتنتهي المباراة بالنتيجة المرسومة أربعة أهداف مقابل واحد وبتأهل الأسود إلى الدور الثاني إلى جانب منتخب رواندا، هذا الدور الذي ستجرى قرعته في مقر الفيفا بمدينة زيوريخ السويسرية في 22 من الشهر الجاري. عموما هذه المباراة تشبه في تفاصيلها المباراتين الوديتين اللتين خاضهما الفريق الوطني أمام كل من بنين وعمان حيث لم نقف بعد على التشكيلة النموذجية القادرة على مقارعة أقوى الفرق الإفريقية.. ففي انتظار ما ستجود به القرعة يوم 22 من الشهر الجاري فإن تغييرات كثيرة مرتقبة من روجي لومير في أفق بدء القادم الأصعب .