استقبل جلالة الملك محمد السادس ، أول أمس الإثنين بالقصر الملكي بالدار البيضاء السيد كريستوفر روس المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء. وعبر جلالة في البداية عن ترحيبه بالزيارة الحالية للمبعوث الشخصي للمنطقة من أجل تحضير ملائم للجولة الثالثة من المفاوضات تحت إشراف السيد روس، المقررة خلال الأسبوع القادم بالولايات المتحدةالأمريكية. وفي هذا السياق، ذكر جلالة الملك بمضمون قرار مجلس الأمن الذي يتعين بموجبه خلق الظروف المواتية لمفاوضات حقيقية ومثمرة، بعيدا عن أية محاولة توظيف أو تحريف. وجدد جلالة الملك الاستعداد الكامل والصادق للمملكة لدعم جهود الأمين العام للأمم المتحدة والمبعوث الشخصي الرامية إلى التطبيق الأمثل لقرارات مجلس الأمن المصادق عليها عقب تقديم المملكة ل"مبادرتها للحكم الذاتي" التي تعطي الأولوية بشكل ناجع للواقعية وروح التوافق اللتين تنشدهما المجموعة الدولية. وأكد جلالة الملك أنه يتعين تجاوز الوضع الراهن، من خلال إبداء إرادة سياسية حقيقية من طرف جميع أطراف هذا النزاع الإقليمي، وفقا لمعايير قرارات مجلس الأمن، ومتطلبات التلاقي بين العائلات المنفصلة منذ عدة عقود، ولضرورة قيام مغرب عربي مندمج، مزدهر ومستقر. وقبل ذلك بساعات التقى روس في الرباط وزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري ووزير الداخلية الطيب الشرقاوي ، وفي تصريح لوكالة الانباء المغربية وصف روس مباحثاته في المغرب بانها "مفيدة". وقالت وكالة أف ب نقلا عن روس تأكيده ان الهدف من جولته في المغرب العربي هو التمهيد لاستئناف المحادثات بين الرباط وجبهة البوليساريو في مطلع نوفمبر. وقال روس ان اللقاء سيجري "بحضور الجزائر وموريتانيا" بوصفهما جارين وبهدف "التوصل الى حل سياسي عادل ودائم ومتفق عليه بين الطرفين . واضاف "ناقشنا كذلك ضرورة تجاوز الوضع الحالي، وآليات عملية التفاوض وكيفية تسيير اجراءات بناء الثقة وقال روس ان مباحثاته تناولت كذلك "الضرورة الملحة لخفض التوتر السائد (في المنطقة) وتجنب كل ما من شأنه تكدير الاجواء او اعاقة التقدم خلال الجولة الجديدة من المفاوضات". واعرب روس عن امله في ان تتيح هذه المفاوضات "فتح الطريق بخطى ملموسة نحو الحل المنشود". وقال روس من جهة ثانية ان مباحثاته في المغرب تناولت "الوضع السياسي في كل المنطقة والحالة السائدة". الى ذلك أكدت صحيفة الحياة اللندنية نقلا عن مصادر ديبلوماسية أن المحادثات التي أجراها الموفد الدولي مع وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري في الرباط أول أمس، كانت «مثمرة وبنّاءة» وعرضت إلى المساعي التي يبذلها لتأمين عقد جولة جديدة من المفاوضات والإشكالات التي تعترض جهود الأممالمتحدة لمعاودة بناء الثقة.