بعد توقف دام أسبوعا كاملا لفتح المجال لإجراء مبارايات ربع كأس العرش وكذلك لرحلة المنتخب المغربي لدار السلام والتي عاد منها بسلام، جرت مباراة الكوكب المراكشي والوداد البيضاوي بمتغيرات جديدة... قدوم المدرب بادو الزاكي للإشراف على الإدارة التقنية للكوكب والذي سيحاول من خلاله المسيرون المراكشيون القطيعة مع المشاكل التي تخبط فيها الفريق منذ بداية الموسم الحالي، وبالفعل فمنذ إعلان الخبر بدأت نبرات المشاكل تنطفئ شيئا فشيئا، نفس الشيء بالنسبة لفريق الوداد البيضاوي ولو كان ذلك بنسبة أقل نظرا للنتائج الإيجابية التي حققها الفريق منذ انطلاق البطولة، وقدوم المدرب الفرنسي الإيطالي دييغوغارزيتو الذي سبقته شهرته إلى المغرب كمدرب سابق للفريق القوي على الساحة الإفريقية مازيمبي الكونغولي خلفا للمدرب البرازيلي المستقيل دوس سانتوس، وبالرجوع إلى مجريات المقابلة فقد دارت داخل قلعة محصنة لكونها جندت أعداد كبيرة من قوات الأمن انطلاقا من عشية يوم السبت وطيلة يوم الأحد يوم المباراة وذلك للحفاظ على سلامة المواطنين داخل ملعب الحارثي وخارجه وكذلك على ممتلكاتهم. أما على المدرجات فكانت الأجواء احتفالية بين جمهور الفريقين وشعارات التشجيع تلوح هنا وهناك. فرغم عامل الجمهور والذي أدى ثمن التذكرة وكان عدده 12059 وترك في صندوق الفريق المراكشي ما يناهز 407,020.00 درهم وكذلك عامل الملعب، فلم يتمكن أصدقاء القيدوم مريانة من إهداء الانتصار الثاني لجمهورهم الشغوف ولم لا على حساب فريق قوي ويتزعم البطولة الوطنية. فأطوار هذا النزال دارت في جو حار ولم يكن في مستوى طموحات محبي الفريقين، وتميز على العموم بمستوى متوسط وتحكيم جانب الصواب عدة مرات للحكم يارا من عصبة الصحراء، وقد بدا جليا منذ الوهلة الأولى للمقابلة أن كل فريق يحطاط ويحترس من الآخر تفاديا لأي مفاجأة ستؤثر على مسار المقابلة. فكان أصدقاء حمزة بودلال أول المبادرين بالهجمات، وحاولوا السيطرة على وسط الميدان لامتلاك مفاتيح اللعب من أجل الوصول بسرعة إلى شباك الحارس الدولي لمياغري الذي كان بالفعل محاطا بجدار اسمنتي استعصى على كل من الغازوفي والهردومي والسحمودي اجتيازه. أما من جانب الزوار فقد ركزوا في بناء هجوماتهم انطلاقا من خط الدفاع ثم الوسط للوصول إلى خط الهجوم حيث يتواجد اللاعب محسن ياجور، لقد كان هذا الأخير معزولا ولم يكن في يومه، وأضاع على فريقه فرصا عديدة سانحة للتسجيل كانت أبرزها في د 13. وفي د 28 الحكم يارا يحرم الكوكب من هدف السبق، وحسب لاعبي الكوكب كان الهدف مشروعا وأثار كثيرا من القيل والقال ...! الدقائق الأخيرة من الشوط الأول ظهر الزوار أكثر عزما على التسجيل ولكن تسرع لاعبيه الأماميين زيادة على الثقة المفرطة حرمت أصدقاء هشام اللويسي من تحقيق هدف السبق. الشوط الثاني لم يخرج عن سيناريو الشوط الأول وكان فريق الوداد قاب قوسين أو أدنى من افتتاح التسجيل أكثر من مرة وكان لاعبوه أكثر أداءا وتنظيما داخل رقعة الملعب، وأمتع وتفنن كل من جيفرسون والمعروفي وياجور وسكوما، لكن الحظ عاكسهم من تحقيق مبتغاهم. ولا بد من الإشارة بأن الحارس الكوكبي بودلال يعود له الفضل في تحقيق هذا التعادل لأنه كان سدا منيعا أمام هجومات الوداد البيضاوي. في الدقيقة 63 الحكم يارا يطرد السعيدي لاستعماله القوة البدنية الزائدة في حق المنقاري.. ورغم السيطرة الميدانية للبيضاويين وإجراء كل التغييرات القانونية لم يستطيعوا استغلال النقص الحاصل في صفوف الكوكب المراكشي الذي لجأ بدوره إلى ضخ دماء جديدة في خطوطه بدخول كل من مريانة وضمضم وبيريرا لسد الطريق على مهاجمي الفريق الزائر... ولتستمر باقي فترات هذا النزال سجالا سلبيا وليعلن الحكم السيد سيدي محمد يارا عن نهاية المقابلة في جو رياضي أخوي وبتعادل أبيض أرضى الفريقين، ولعل تعاقد الكوكب والوداد مع مدربين جديدين سيضعهما أمام رهانات كبيرة مستقبلا...!