كأس الاتحاد الإفريقي (إياب دور الثمن): في وقت لم تستطع فيه أندية وطنية كبرى من تجاوز الدور الأول نجح فريق الفتح الرياضي في تذويب خسارة الذهاب وحجز موقعه في دور المجموعات من مسابقة كأس الاتحاد الإفريقي عقب فوزه الثمين على فريق سوبرسبورت يونايتد من جنوب إفريقيا بهدف القناص جمال التريكي خلال الشوط الثاني من المباراة التي أحتضن أطوارها أول أمس الأحد المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط. وتميزت مباراة الفتح ضد سبورت يونايتد بحضور جماهيري فاق المتوقع قدر بحوالي 5000 متفرج جاؤوا مدججين بشتى لوازم التشجيع لمساندة الممثل الوحيد لكرة القدم الوطنية على الواجهة الإفريقية، كما ساهمت جماهير الجيش الملكي هي الأخرى في إضفاء الحماس داخل المدرجات وهو سلوك لقي استحسان الجميع بالنظر الى هذا التمازج، وهذا التنسيق بات ضرورة ملحة لدعم الفريق الرباطي الذي لمع صورة الكرة المغربية قاريا بل بات سفير كرة القدم الوطنية، وسيطرت الروح الرياضية على مجريات المباراة التي تابعها المكتب التنفيذي للفتح إلى جانب سفير دولة جنوب إفريقيا بالمغرب الذي نزل إلى أرضية الملعب لمصافحة اللاعبين وأخذ صورة تذكارية معهم. أما أهم ما ميز اللقاء هو أن الفوفوزيلا كانت حاضرة بكل ثقلها طيلة الدقائق التسعين إذ ظل مجموعة من المشجعين يطلقونها في كل مرة وهي التي استعملت في مونديال جنوب إفريقيا. وبالعودة الى فصول المباراة التي غاب عنها كل من اللاعبين إدريس الصويت وعلي بواب بسبب الإصابة وأيوب الخليقي لخلافه مع المدرب الحسين عموتة فقد شهدت منذ انطلاقتها اندفاعا بدنيا للاعبي الفريق الرباطي ولم يتركوا الفرصة للخصم ليفرض إيقاعه، وتأكد أن الفريق الرباطي يمني النفس في التسجيل المبكر حيث كان يدرك تأهله يمر عبر التسجيل بدليل أن الدقيقة الثامنة طلعت بأولى المحاولات من خطأ لأحد مدافعي سبورت يونايتد تصل الكرة لرشيد روكي الذي يسدد بقوة والحارس، لجنوب إفريقي يحولها للزاوية، بعدها واصل الفتح ضغطه بحثا عن الثغرات في دفاع الفريق الخصم حيث اعتمد أشبال المدرب عموتة على مناورات التريكي ويوسوفو ووراءهم روكي وأمام ضغط الفتحيين راهن سبورت يونايتد على ملء وسط الميدان وتحصين الدفاع من أجل امتصاص ضغط عناصر الفتح مع قيامه بمرتدات هجومية أبرزها كانت بواسطة رأسية جوزيف إلا أن الحارس علاء المسكيني كان في الموعد. وانتظر الجمهور الرياضي حتى حدود الدقيقة 72 التي جاءت بالفرج عبر الزئبق جمال التريكي الذي وقع هدف الخلاص بعد تلقيه لتمريرة محكمة في العمق من زميله رشيد روكي لم يجد ادنى صعوبة في إيداعها الشباك، هدف التريكي كان البلسم الشافي بالنسبة للفريق الرباطي بعده اضطر سبورت يونايتد إلى الخروج من تقوقعه في محاولة منه لإدراك للتعادل مما أتاح للفتحيين المجال لتكثيف هجماتهم التي كادت ان تمنحهم هدفا ثانيا بعد هجوم سريع قاده البديل أسامة غريب الذي مرر الى التريكي لكن الأخير وأمام استغراب الجميع قذف الكرة عاليا . في المقابل كاد فريق سبورت يونايتد أن يقلب الطاولة على أصدقاء العميد بنشريفة في الدقيقة 80 عبر رأسية اللاعب جوزيف التي جانبت مرمى علاء المسكيني ببعض السنتمترات، وتميزت الدقائق الأخيرة من اللقاء بضغط للفريق الجنوب إفريقي بغية الوصول إلى مرمى الفتح إلا أن الأمور ظلت على حالها مؤكدة تفوق الفريق الرباطي وتأهله الى دور المجموعات مستفيدا من نتيجة الذهاب الإيجابي وإياب مثالي . وبوصول الفتح الى دور المجموعات يكون قد حقق إنجازا تاريخيا كبيرا في هذه المسابقة الإفريقية حيث أعطى الانطباع بأنه فريق كبير يتوفر على إمكانيات عالية تخوله الاستمرار في المشوار الإفريقي في وقت لم تستطع أندية وطنية رغم إمكانياتها المادية المهمة من تجاوز الدور الأول. عبر الحسين عموتة مدرب فريق الفتح مباشرة بعد نهاية المباراة عن سعادة غامرة بتأهل فريقه إلى دور المجموعات وقال في تصريح مع العلم أظن أننا حققنا إنجازا تاريخيا بمرورنا إلى دور المجموعات على حساب خصم عنيد إسمه سبورت يونايتد، وبالمناسبة أهنئ اللاعبين على هذا التأهيل المستحق الذي سيلمع صورة كرة القدم المغربية على الواجهة الإفريقية، وأضاف بأن الفتح في حاجة ماسة لهذا التأهيل أولا للحفاظ على سمعته والتعريف به إفريقيا دون أن ننسى أنه مازلت تنتظرنا ست مباريات دولية ليس من السهل أن نجدها، إضافة إلى ثماني مباريات التي خضناها بنجاح وبهذا يكون فريق الفتح قد ضمن وجود فريق مغربي حتى نهاية البطولة وهذا شيء جيد بالنسبة لي كمدرب للفتح. وفيما يخص قدرة الفريق على مسايرة هذه المسابقة بعد تأهله الى دور المجموعات قال عموتة بالنسبة إلينا هناك إكراهات فيما يتعلق باللاعبين الوافدين الذين لم يتأهلوا للعب هذه المواجهة لأن قوانين الاتحاد الإفريقي واضحة في هذا الشأن، ولكنه يضيف ابتداء من هذا الدور يحق لنا إضافة خمسة لاعبين والأكيد أنهم سيعطون الإضافة النوعية للفريق في ظل الانتدابات التي أقدمنا عليها، ولكن الأهم ليس الفوز بالبطولة لأن هذا غير مسطر في أجندتنا غير أنه كلما نجحنا في طمس خطوة سنكون قد استفدنا كرويا، ولي اليقين أن هذا التأهيل سيخول لنا كسب مقعد أو مقعدين بالنسبة لتأهيل الأندية الافريقية. ومن جهته فقد أكد طوماس ماكداش مدرب فريق سوبرسبورت يونايتد الجنوب إفريقي للعلم أن فريقه قدم عرضا جيدا رغم أننا لعبنا بالفريق الثالث وليس الفريق الأول وكان بإمكاننا حسم الأمور لصالحنا في لقاء الذهاب في جنوب إفريقيا لكن الحظ لم يساعدنا في المغرب، أظن أننا كنا منتظمين بشكل جيد داخل الملعب في الشوط الأول ولكن الهدف الذي سجل علينا في الجولة الثانية بعثر أوراقنا وجعلنا غير قادرين على مسايرة الإيقاع. وبالنسبة للتحكيم قال طوماس إن أداءه كان متوسطا ونحن لم نحتج على الحكم لأننا نعرف مسبقا الظروف التي تجرى فيها المباريات الإفريقية وهذه ثلاث سنوات أو أربع ونحن نعاني من نفس المشكل. أتمنى حظا سعيدا لفريق الفتح الرياضي في مشواره في هذه المسابقة الافريقية.