تمكن اتحاد الفتح الرياضي الرباطي من الفوز على ضيفه سطاد مالي (حامل اللقب) 2-0 في مباراة ذهاب دور ثمن مسابقة كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، التي جمعت بينهما مساءأمس الجمعة بملعب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط. وقاد اللاعبان يوسوفو الحسن (من النيجر) وسليمان ديمبيلي (من مالي) فريق العاصمة إلى هذا الفوز الهام بتسجيلهما هدفي اللقاء في الدقيقتين 26 و66 على التوالي . ومارس الفريق المغربي منذ انطلاقة هذه المباراة، التي أدارها طاقم تحكيم كاميروني بقيادة الدولي مواند جوكولا أمام مدرجات شبه فارغة، ضغطا متواصلا على معترك الفريق المالي في محاولة منه لافتتاح حصة التهديف في وقت مبكر وبعثرة أوراق الفريق الضيف، الذي يبقى مع ذلك فريقا مهاب الجانب نظرا لسجله الحافل بالبطولات والألقاب خاصة على المستوى المحلي (15 مرة بطلا للدوري وفاز 16 مرة بكأس مالي) ، علما بأنه أحرز كأس إفريقيا للأندية البطلة عام 1964. فبعد سلسلة من المحاولات الجادة والتي كان فريق اتحاد الفتح الرياضي من خلالها قريبا من بلوغ مرمى الفريق المالي أكثر من مرة خاصة بواسطة الثلاثي النشيط رشيد روكي وجمال التريكي والحسن يوسوفو نجح هذا الأخير في ترجمة سيطرة زملائه إلى هدف في الدقيقة 26 بعد عملية هجومية متقنة . وتحمل فريق سطاد مالي على امتداد النصف ساعة الأول من المباراة الضغط الذي فرضه عليه أشبال الإطار الوطني الحسين عموتة حيث عمد إلى تكتيل دفاعه مع ترك اللاعب مامادو كوليبالي وحيدا في الهجوم حيث كان يلجأ إلى المرتدات السريعة التي كانت تجهض قبل تجاوز نصف الملعب. ومباشرة بعد توقيع هدف السبق للفريق المغربي كشف فريق الملعب المالي عن وجهه الحقيقي حيث تخلص من نهجه الدفاعي وبادر إلى خلق مجموعة من المحاولات أقلقت بشكل واضح الدفاع والحارس خالد فوهامي. وفي الدقيقة الأخيرة من عمر الشوط الأول (د 45) وقع فريق الملعب المالي هدفا رفضه حكم المباراة بعد تسديدة قوية صوبها المهاجم مامادو كوليبالي ارتطمت الكرة على إثرها بالعارضة وتجاوزت خط مرمى الحارس فوهامي . وواصل الفريق المالي ضغطه في الشوط الثاني في محاولة لتعديل الكفة وقام بمجموعة من المحاولات كانت تجد أمامها دفاعا رباطيا يقظا بقيادة العميد محمد بنشريفة. غير أن أسلوب المرتدات السريعة والخطيرة، الذي اعتمده الفريق المغربي خاصة عن طريق جمال التريكي ورشيد روكي والتموضع الجيد لكل من الحسن يوسوفو، أعطى ثماره حيث تمكن فريق اتحاد الفتح الرياضي في الدقيقة 66 من إضافة هدف ثان بواسطة المالي سليمان ديمبيلي الذي استفاد من كرة مرتدة من الحائط البشري بعد تسديدة قوية من بنشريفة أودعها في شباك الفريق المالي. وبعد هذا الهدف باتت المباراة سجالا بين الفريقين المغربي والمالي حيث تبادلا الهجمات في محاولة من الأول لمضاعفة الغلة وتدليل الفارق من طرف الثاني وهو ما أبقى الدقائق المتبقية مفتوحة على جميع الاحتمالات. وتميز الوقت بدل الضائع (90+3) بتوقيع فريق سطاد مالي لهدف رفضه حكم المباراة وهذه المرة بدعوى أن الحارس فوهامي كان مضايقا في محاولته للإمساك بالكرة غير أنه لم يتحكم فيها بشكل جيد لتجد المهاجم كوليبالي الذي أودعها في المرمى. ويكتسي هذا الفوز أهمية كبرى على اعتبار أنه تحقق على حساب فريق مالي شاب ومتجانس يلعب كرة حديثة إلى جانب سعيه للدفاع عن اللقب الذي في حوزته. ويبقى على فريق اتحاد الفتح الرياضي، الذي يحمل على عاتقه مسؤولية تمثيل كرة القدم المغربية في المسابقات القارية بعد خروج أندية الرجاء البيضاوي والدفاع الحسني الجديدي (مسابقة دوري الأبطال) والجيش الملكي (كأس الكونفدرالية)، الاستعداد بشكل جيد لمباراة الإياب، التي ستقام بعد أسبوعين في العاصمة المالية باماكو، والتعامل مع مجرياتها بذكاء كبير إن هو أراد الذهاب بعيدا في هذه المسابقة القارية.