كما كان متوقعا لم يتأخر رد الانفصاليين على خطاب جلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى 11 لعيد العرش ، والذي أكد فيه جلالته أن المغرب سيظل مدافعا عن سيادته ووحدته و لن يفرط في شبر من صحرائه، وهو رد لم يأت بجديد يذكر، بل جاء ليجتر الماضي بأفكاره العقيمة، وهذا شيء ألفناه وعهدناه من مرتزقة البوليساريو. فقد اعتبر الانفصاليون أن الخطاب الملكي «يؤجج نار الحرب والتوترات" في منطقة المغرب العربي» و«لا يدل على أي إرادة في التعاون بشكل بناء لصالح السلام الدائم والنهائي طبقا للشرعية الدولية». وقد تعهد جلالة الملك بعدم التخلي عن شبر واحد من الصحراء، وأكد أنه سيظل مدافعا عن سيادته، ووحدته الوطنية والترابية. ويذكر أن المقترح المغربي المتعلق بتخويل الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا موسعا تحت السيادة المغربية مافتىء يحظى، منذ تقديمه قبل أربع سنوات ، بتأييد متزايد من لدن المجتمع الدولي، وذلك بفضل النظرة الثاقبة والمتبصرة لجلالة الملك محمد السادس، واعتماد المملكة دبلوماسية نشطة . وقد تعزز هذا المنحى بتبني مجلس الأمن الدولي في أبريل الماضي لقراره رقم 1920 الذي أعرب فيه عن ارتياحه ل`"الجهود الجدية وذات المصداقية التي يبذلها المغرب من أجل المضي قدما في اتجاه إيجاد تسوية " لهذا النزاع المفتعل الذي عمر طويلا. كما رحب مجلس الأمن بالمقترح المغربي باعتباره حلا يشكل خيار سلام جاد وعرض واقعي وعملي لتسوية قضية الصحراء ، ويساعد على البناء والاندماج المغاربيين اللذين يصطدمان بهذا النزاع، وعلى تجنيب المنطقة مخاطر انعدام الأمن والانفصال. وقد أثبت المغرب للأمم المتحدة ولكل دول العالم أنه بمبادرته هاته يؤكد التزامه بالشرعية الدولية، وأنه يعمل بصدق وجدية على إيجاد حل يضمن للمواطنين في الأقاليم الجنوبية تدبير شؤونهم بأنفسهم، من خلال مؤسسات ديمقراطية، في نطاق السيادة الوطنية للمغرب ووحدته الترابية، وأنه ما فتئ يراكم العديد من المكاسب الإيجابية على أرض الصحراء التي يتمسك سكانها بمغربيتهم ويؤكدون ذلك من خلال انخراطهم بفعالية في الحياة السياسية الوطنية. لقد امتهنت جبهة البوليساريو الانفصالية التغريد خارج السرب، واحترفت سياسة شد الحبل، والوقوف في وجه كل المبادرات الشجاعة التي من شأنها السير قدما نحو ايجاد حل شامل وعادل لنزاع مفتعل حول الصحراء المغربية. انه منطق المعاكسة من أجل المعاكسة . الا أن البوليساريو لم تحسن الاختيار هذه المرة، لا في الزمان ولا في المكان، مما جعلها تدور في حلقة مفرغة، وتعزف على وتر وهمي، غير موجود أصلا، أدرك معها الجميع على أن الردود خاوية وفارغة من محتواها، انما أريد بها تضليل الرأي العام الدولي، فانكشف وجه «البوليساريو »الحقيقي، وبانت توجهاته وأفكاره الهاوية.