تبدو بريطانيا في طريقها الى التعايش مع //برلمان معلق// لا يتمتع فيه حزب واحد بسيطرة كاملة للمرة الاولى منذ عام1974 . وفيما يلي بعض السيناريوهات المحتملة : - حكومة أقلية محافظة الاحتمال ممكن اذا لم يستطع المحافظون الفوز بأغلبية برلمانية وفازوا بمعظم المقاعد، وهو ما يبدو مرجحا مع تبقي35 مقعدا من جملة650 مقعدا لم يعلن عنها حتى الان، فانهم سيكونون في وضع يؤهلهم لتشكيل الحكومة القادمة. ويتقدم المحافظون بحصولهم على290 مقعدا حتى الان. وفي حكومة أقلية ، سيحتاج المحافظون الى الاتفاق مع الاحزاب لتمرير كل قانون على حدة. واذا لم يعقدوا صفقة مع الديمقراطيين الاحرار الذين حلوا في المركز الثالث، فانهم قد يسعون الى الدعم من مجموعة من الاحزاب الهامشية. غير أن هذ الاحتمال يمكن أن يتأجل ، لأن دستور بريطانيا يمنح رئيس الوزراء الحالي غوردون براون، وهو من حزب العمال، الحق في محاولة تشكيل حكومة أولا. ويرجح أن يسعى جاهدا ليفعل هذا. - حكومة اقلية محافظة او عمالية بدعم من الديمقراطيين الاحرار. الاحتمال ممكن . خرج نيك كليغ، زعيم الديمقراطيين الاحرار ثالث اكبر حزب في بريطانيا، عن خط زعماء سابقين للحزب ما كانوا ليعقدوا قط صفقة مع المحافظين عندما أبدى استعداده للتعامل مع اي من الحزبين الرئيسيين. وسيكون الاساس لاي اتفاق مع اي من الحزبين الرئيسيين الموافقة على أربع أولويات للديمقراطيين الاحرار. ويرجح أن يقدم حزب العمال بعض التنازلات بشأن اصلاح النظام الانتخابي، وهو يعد بالفعل بتغييرات بسيطة لا ترقى الى مطالب الديمقراطيين الاحرار. وقد يدعم الديمقراطيون الاحرار العمال او المحافظين في صفقة لا تصل الى حد تشكيل ائتلاف مقابل تنازلات يحصلون عليها بشأن مطالبهم الاخرى اذا لم يتم التوصل الى اتفاق بشأن اصلاح الانتخابات. ومع تبقي35 مقعدا لم يتم الاعلان عنها بعد ، من جملة650 مقعدا، حصل الديمقراطيون الاحرار حتى الان على51 مقعدا. - أن يحكم حزب العمال وحده كحكومة أقلية الاحتمال غير مرجح بشدة مع تبقي35 مقعدا لم يتم الاعلان عنها بعد من جملة650 مقعدا حصل حزب العمال الحاكم حتى الان على247 مقعدا. فهم سيحتاجون الى دعم من مجموعة واسعة النطاق من الاحزاب لتمرير برنامجهم التشريعي، وسيصبح عقد صفقات بشأن اتفاقات تشريعية خاصة أمر شديد التعقيد. - حكومة ائتلافية بين العمال والديمقراطيين الاحرار الاحتمال غير مرجح : الديمقراطيون الاحرار أقرب في سياساتهم للعمال من المحافظين. وتعاون العمال والديمقراطيون الاحرار في ائتلاف لثماني سنوات في برلمان اسكتلندا بين عامي1999 و2007 ، وبالتالي هناك سابقة للتحالف. لكن كليغ انتقد براون بشدة خلال الحملة ، ويعارض الكثير من الاجراءات التي اتخذها حزب العمال، مثل بطاقات الهوية الشخصية التي يقول الديمقراطيون الاحرار انها تنتهك الحريات المدنية. ويجعل هذا التحالف الرسمي محرجا سياسيا ، وربما يكون مستحيلا على الاقل ما دام براون زعيما للعمال. وكما تشير الارقام سالفة الذكر، فان توليفة من الحزبين لن تمثل أغلبية. فحتى الان حصل العمال على247 مقعدا، والديمقراطيون الاحرار على51 مقعدا ، اي298 في المجمل، بينما لا تتحقق الاغلبية الا بشغل326 مقعدا. وهناك ايضا عقبات اجرائية. فيجب أن يوافق مجلس خاص من الديمقراطيين الاحرار على ائتلاف رسمي، ولا يمكن افتراض موافقته مقدما. وذهب البعض الى تصور أن يصبح كليغ رئيسا للوزراء في هذه الحكومة الائتلافية ، غير أن هذا غير مرجح بشدة. - أن يشكل المحافظون والديمقراطيون الاحرار حكومة ائتلافية، الاحتمال غير مرجح بشدة على الرغم من أن كليغ اتخذ لحزبه موقفا محايدا بين العمال والمحافظين ، فانه لم ينجح في دفع أعضائه او أعضاء البرلمان الى الاقتناع بهذا. ولن ترضى الغالبية عن الانضمام الى تحالف رسمي مع المحافظين ، وقد تؤدي هذه الخطوة الى انقسام الحزب. مرة أخرى سيكون من غير المرجح بشدة أن يصوت المجلس الخاص الذي يجب أن يوافق على الائتلاف لصالح هذا الا اذا حصل على وعد بالعمل بالتصويت النسبي الكامل ، وستظل موافقته رغم هذا غير مؤكدة أيضا. ويبدو هذا تنازلا غير مرجح ان يقدمه المحافظون.