حاز أخيرا فيلم « ارفع راسك»AlZA LA TESTA للمخرج الإيطالي (أليساندرو أنجيليني) على الجائزة الكبرى للفيلم الطويل الذي شارك في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة في مهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط. ويحكي فيلم « ارفع راسك» قصة ميرو عامل متخصص في ورش بناء السفن، يربي ابنه لورينزو بمفرده، ولورينزو هو ثمرة علاقة مع سيدة ألبانية، وكل أمل ميرو في الحياة هو أن يصبح ولده بطل ملاكمة، لعل ذلك يعزيه في مسيرته الذاتية المجهولة. التقينا المخرج الإيطالي أليساندرو أنجليني، المولود بروما عام 1971، والذي عمل مصورا صحفيا لوكالات صحفية مختلفة، ثم شارك في الإخراج مع كل من ناني موريتي و ميمو كالوبريستي و فرانسيسكا كومنساني و سيرجيو روبيني، وكانت أولى أفلامه القصيرة «استراتيجية الثورة» سنة 1996، وسبق له أن حاز على جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان تورين بفيلم « فتيان غانا»، أما أول أفلامه الطويلة فهو « الهواء المالح»، التقيناه بفندق برصيلو عقب حفل اختتام المهرجان، وكان لنا معه هذا الحوار كيف استقبلت اليساندرو الإعلان عن فوز فيلمك» ارفع راسك» بالجائزة الكبرى لمهرجان تطوان السينمائي الدولي؟ لا تتصور مدى سعادتي بذلك، لقد استقبلت الجائزة الكبرى لمدينة تطوان بفرح وحب كبيرين. والذي زاد من سعادتي هو أنني لأول مرة أشارك في مهرجان تطوان السينمائي وأزور هذه المدينة الجميلة. دعني أقول لك انني أحسست منذ الليلة التي قدمت فيها الفيلم الفائز للجمهور بحضور لجنة التحكيم والعديد من الفنانين المغاربة والأجانب، بتجاوب تلقائي معي ومع الفيلم، وهذا ما أكده لي الجمهور عند خروجي من قاعة السينما. هلا أوضحت لنا هذا الإحساس أكثر؟ لقد قدمت الفيلم بحماس، وبإحساس عال، وأنا الآن أحتفل مع أصدقائي، ومن بينهم المخرج المغربي المعروف أحمد بولان، بالجائزة الكبرى التي نالها الفيلم، وبالجائزة الثانية التي نالها الممثل كاستيليتو( الذي أدى دور ميرو) المعروف، وأقصد جائزة أحسن دور رجالي عن فيلم « ارفع راسك». - أعتقد أن الأفلام التي تعتمد في تناولها للمواضيع الاجتماعية أو الأسرية في السينما ،طريقة الحكي، غالبا ما تكون ناجحة وجيدة، هذا تصوري الشخصي. كيف استطعت النجاح في توظيف هذه الطريقة، إضافة إلى عمق الموضوع وحرارته الدرامية والإنسانية وطريقة التصوير المذهلة والراقية؟ إذا كان هذا بالفعل ما أحسست به وأحس به الجمهور، فأنا سعيد للغاية بذلك. أحب أن أحكي قصصا في أفلامي، وبالذات قصص الكائنات البشرية. والفيلم يصور رغبة أب في أن يجعل من ابنه صورة طبق الأصل لأحلامه، إلا أن الابن يتمرد على الوالد وفي نفس اللحظة يتعرض لحادث يودي بحياته ويتم نقل قلبه إلى مريض آخر يحاول الأب الوصول إليه، خلال ذلك يستطيع أن ينقذ فتاة حاملا من الموت، وينقذ جنينها، ليعيد له التوازن في حياته ويبدأ انطلاقة جديدة. هل لديك أليساندرو دراية بالسينما المغربية؟ وهل شاهدت بعض أفلامنا ؟ وماذا عن علاقتك ببعض المخرجين المغاربة؟ لسوء الحظ، ليس لدي معرفة بالسينما المغربية، لكنني شاهدت أفلاما خلال المهرجان، وبخصوص المخرجين المغاربة تعرفت خلال المهرجان على (أحمد بولان) واتفقنا على تبادل الأفلام فيما بيننا، بحيث سيرسل لي أفلامه، وأنا كذلك، حتى أتمكن من التعرف على كيفية اشتغال السينما المغربية، ويتمكن هو أيضا من أخذ فكرة عن أفلامي بشكل أكبر. وماذا تقول عن وضعية السينما الإيطالية في الوقت الراهن؟ بكلمة واحدة، السينما الإيطالية في صحة جيدة.