بعقد الدورة الرابعة للمجلس الوطني لحزب الاستقلال اليوم وغدا يكون الحزب قد استكمل في أجواء من الشفافية و المسؤولية و الوضوح مسيرته التنظيمية المترتبة عن مقتضيات النصوص التنظيمية الأساسية التي صادق عليها مؤتمره العام الأخير ، ونصب جميع الهياكل المحلية و الجهوية التي تشكل الدواليب التنظيمية التي تدبر شؤون الحزب وتتداول في قضاياه المحلية وتصدر مواقفه و قراراته . قبل محطة المجلس الوطني أعلى سلطة تقريرية للحزب تعبأت قيادة الحزب و مناضلوه لتأطير ما لا يقل عن 80 مؤتمر إقليمي و15 مجلسا جهويا لتنفيذ مقتضيات سياسة القرب . أهم ما ميز هذه المحطات التنظيمية الأساسية هو أجواء الشفافية و الديمقراطية التي ميزت عملية انتخاب القيادات الحزبية الاقليمية و الجهوية عبر محافل تنظيمية بقدر ما جددت دماء شرايين الحزب شكلت مناسبة للتواصل و تدارس قضايا التنظيم و مستجدات الأوضاع السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية التي تشغل بال المواطن المغربي وتستحوذ باهتماماته . وانعقاد المجالس الجهوية للحزب في 15 جهة من جهات المغرب تعكس دينامية الحزب وتطور حصيلته وتراكماته النضالية والتنظيمية التي تؤهله أكثر من أي وقت مضى الى معانقة توجه البلاد نحو الجهوية الموسعة واللاتمركز وتثمن حضور أطره ومناضليه لمواكبة الحوار الوطني حول الجهوية في المغرب في إتجاه دعمه كمكتسب وخيار تنموي طلائعي وأيضا لابراز معالم قوة الحزب المتجلية في قناعاته الراسخة و اليومية لاعمال الديمقراطية الداخلية التي تزود هياكله العتيدة بما يكفي من أشكال المناعة ضد كل الشوائب . حزب الاستقلال بحيويته ومراسه التنظيمي والسياسي أكد مجددا أنه رائد وطنيا في إعمال المنهجية الديمقراطية التي تتبنى الديمقراطية المباشرة داخل دواليبه و أنه جاهز بما يكفي من الصلابة التنظيمية لمواجهة جميع التحديات السياسية والتنموية التي ترتبط بمصير و مستقبل البلاد . جهاز الكتاب الجهويين للحزب الذي سيشكل جزءا لا يتجزأ من قيادة الحزب سينقل عصارات الأفكار و النقاشات السياسية المحلية الى محطة المجلس الوطني اليوم الذي سيتدارس مختلف القضايا الراهنة و سيصدر بيانا يعكس وجهات نظر المناضلين وإجماعهم حول مواقف الحزب من مختلف القضايا المصيرية للبلاد . دينامية الحزب التنظيمية والتي تعكس عافيته ونضجه السياسيين تؤهله كالعادة ليتصدر المشهد السياسي الوطني بما يستجمعه من رصيد نضالي ووحدة مذهبية و مناعة ضد كل أشكال الاختراقات المجانية . إنها القوة الرمزية للحزب الذي تجعله كما عهده المغاربة معادلة عصية على التفتيت والتجاوز ضمن النسيج السياسي الوطني و الدولي .