تستعد بلادنا لاحتضان الاحتفالات بيوم الأرض، التي تم اختيار العاصمة الرباط لتكون مدينة بيئية لاعتبارات عديدة من ضمنها أنها كمدينة معروفة بكثرة أشجارها من جهة، وتنوع فضاءاتها البيئية بين الحدائق والحلبات الرياضية داخل الغابات الموجودة بالعاصمة، إضافة إلى مواقع طبيعية تشكل قيمة مضافة في المحيط البيئي للرباط، كحديقة التجارب بشارع النصر التي تعد تاريخيا أشهر منتزهات مدينة الرباط التي كانت تعرف وفودا بشرية كبيرة خلال أيام العطل المدرسية والدينية في الستينيات والسبعينيات والبدايات الأولى للثمانينيات، وشكلت أيضا فضاء مهما للتركيز لدى الطالبات والطلبة خلال تحضيراتهم لامتحاناتهم سواء الدورية أو النهائية، والى جانب هذا الموقع المهم يوجد موقع آخر يشكل متنفسا لساكنة الرباط وهو الهضبة المطلة على نهر أبي رقراق والمعروفة لدى ساكنة الرباط بمنطقة «سيدي قاسم الناظوي» وموقع طبيعي آخر لايقل أهمية وهو المعروف بغابة «كلم 13». إن اختيار مدينة الرباط لتكون عاصمة للثقافة البيئية، هو اختيار لصرح ظلت الرباط محافظة عليه بخصوص تقوية المناطق الخضراء، والمساحات الخضراء، رغم عائق الصيانة الذي يشكل إشكالا حقيقيا في المحافظة على هذه المناطق، ورغم قلة الحملات التحسيسية التي تساهم في بناء ثقافة بيئية تجعل من كل المواطنات والمواطنين شركاء في العمل الميداني المؤسس لفكر بيئي سليم، ولاشك أن استثمار حرص العديد من ساكنة الرباط على وجود حدائق البيت من خلال أنواع وأشكال النباتات التي نلاحظها في شرفات المنازل أو بداخلها سواء في الأحياء الشعبية أو تلك التي تقطنها طبقات أكثر من شعبية وأقل من متوسطة، قلنا استثمار هذا الحرص لاطلاق مبادرات تحفيزية تخلق نوعا من المنافسة التي تكرس الاهتمام بالمجال البيئي ، وهو نفس التصور الذي يمكن أن ينطبق على المؤسسات التعليمية. التي تشكل فضاءات حقيقية للتربية البيئية، ولتقوية روح المبادرات ذات الطابع البيئي على مستوى محيط هذه المؤسسات، ومن المفيد القول إنه لو كلفت على سبيل المثال هذه المؤسسات التعليمية بصيانة المناطق الخضراء المتواجدة بمحيطها بصورة تداولية وتوفير الآليات الضرورية لذلك، لاستطاعت مدينة الرباط ان تربح رهانا مهما في جعل المناطق الخضراء نابضة بالحياة وبأقل التكاليف الممكنة، وبأكبر النتائج على مستوى تقوية الفكر البيئي في صفوف مختلف الشرائح الاجتماعية. الخلاصة أن احتضان الرباط ليوم الأرض يمكن اعتباره تكريما لمجهود العاصمة في الاهتمام بمكونات المحيط البيئي، كما أنه تكريم لبلادنا بصفة عامة لمجهوداتها الكبيرة في تهييء محطات لحماية البيئة وتجويدها بما يخدم المواطنات والمواطنين، ولعل مجهودات الحكومة في هذا الإطار كان له الدور الأساسي في هذا المسار الذي يجعل من بلادنا محطة اهتمام دولي في إطار مسيرتها التنموية الشاملة التي تعرف أوراشا كبرى وذات قيمة مضافة، تشكل حصيلة ملموسة يصعب القفز عليها، ولاشك أن احتفالات الرباط بيوم الأرض ستكون انطلاقة جديدة نحو مخططات استراتيجية لتقوية الاهتمام بالرصيد البيئي من خلال تطويره وتجويده في مختل مناطق بلادنا