لا ريب أنّ الغضا به شجن حارّ به شوق مرّ إليكَ يا مالكَ ما ملكتَ إلاّ دماً يقطعُ الطّريقَ و طريقاً يفتكُ بجمالكَ و أنت الجميلُ المسمومُ لا تصلحُ لك الهداية ! ها قدْ دعتْ قلبكَ الضّالَ إلى الما وراء ها قدْ دعتْ الحيّة التي تسعى إلى هواكَ فما تركتْ لكَ مزاراً يهيمُ عليه نبتُ العائلهْ و لا عُمُراً تنهي في عماهُ توبتكَ الهائلهْ أيّها المالكُ بلا مُلكٍ و أنت الجميلُ المهمومُ تمنّي اللياليَ عساها تدنو لتسقيكَ آخر لُجاجتكَ و أوّل عبثكَ و لا أثرَ سوى للرّيح تهيلُ الثرى عليكَ تربّي قتلكَ فيكَ برفق لتنسى من يبكي عليكَ و تعزّي المنايا هنا و هناكَ لتجرّ روحكَ إلى مجازاتكَ و لتجرّ ثوبكَ إلى جنازاتكَ و أنت الحيّ الحزينُ لا فارق عندكَ بين الوجود و العدمِ فلا تمتْ أيّها الجميلُ المهزومُ ها قد ظفرتُ منكَ ببعض المدادِ ها قد ظفرتَ منّي بكلّ الودادِ و ها نحنُ يملكنا الغضا لا ريبْ يا مالكَ بن الريبْ فمتْ كما تشاء ... و تقنّعْ رداءكَ بلا خجلٍ و التفتْ وراءكَ بلا مللٍ فالعيون المؤنسات ما غادرتكَ و ما جاورتكَ أنهكتها رحلتكَ المتوشّحة بالجثث و بالقافيهْ وابتعدْ أيّها الجميلُ المريضُ بالحياةِ أو لا تبتعدْ فما تركَ لكَ الها هُنا إلاّ مقبرة يرقدُ أو يركضُ فيها البياضُ .