أجرى قاضي التحقيق المكلف بقضايا مكافحة الإرهاب بملحقة سلا يوم الثلاثاء مواجهة بين المتهم عبد القادر بليرج وصديقه الجزائري (ب.ب) المشتبه في علاقته بخلية بليرج، والذي كانت السلطات البلجيكية قد سلمته لنظيرتها المغربية. ويبدو من خلال التصريحات التمهيدية للمتهم عبد القادر بليرج أن الجزائري المعني بالأمر يسمى بنرابح بنيطو، العضو القيادي السابق بالجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية، المكلف باستقطاب وإرسال المتطوعين من أوروبا إلى معسكرات جماعته التي أضحت تسمى تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي». وكان المشتبه فيه الجزائري اللاجئ في بلجيكا بمثابة مفتاح لعلاقة المتهم بليرج بأبي طلحة البليدي أمير كتيبة الجماعة السلفية للدعوة والقتال سنة 2005 ، واللقاء الذي جمعه بأسامة بن لادن وعدد من مسؤولي تنظيم القاعدة في أفغانستان سنة 2001، فضلا عن ربط علاقات مع بعض المغاربة والاجتماع بأعضاء من منظمة أبي نضال الفلسطينية بالجزائر سنة 1988 ، حسب ما هو مفصل في التصريحات التمهيدية المنسوبة إلى المتهم عبد القادر بليرج. وأفاد مصدر للعلم أن السلطات الجزائرية تطالب بدورها تسليمها المتهم بنرابح بنيطو، والذي يعتقد أن وضعية إقامته في بلجيكا لم تكن قانونية. وكان دفاع المتهم عبد القادر بليرج قد وجه يوم الثلاثاء كتابا إلى الوكيل العام باستئنافية الرباط يتساءل فيه عن وضعية إخراج موكله من المركب السجني بسلا على إثر زيارته يوم الإثنين المنصرم للتخابر معه بشأن قضية ترجمة الوثائق التي احتلت صباح يوم الأربعاء حيزاً في مناقشات الدفاع أمام غرفة الجنايات الاستئنافية بالرباط، لتؤخر إلى يوم 8 مارس الجاري. ترتيب السفر الى الجزائر تعرف المتهم عبد القادر بليرج سنة 1999 على المسمى بنرابح بنيطو العضو القيادي السابق بالجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية والمكلف باستقطاب وإرسال المتطوعين إلى معسكرات جماعته التي أضحت تحمل اسم تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي». وكان هذا الأخيرة قد طلب سنة 2005 من المتهم بليرج السفر للجزائر لعقد لقاء مع مسؤولي الجماعة بهدف خلق قنوات اتصال والاتفاق حول كيفية إرسال المتطوعين الجهاديين من أوروبا للخضوع الى تدابير شبه عسكرية بمعسكرات الجماعة الجزائرية، مخبرا إياه (بليرج) بأن المغربي المسمى علي. ع «العضو السابق بحركة المجاهدين في المغرب»، كان قد طلب منه التدخل لدى قياديي الجماعة لتأسيس معكسر جهادي لما تبقى من أعضاء «حركة المجاهدين في المغرب» بعد تشديد الخناق عليهم إثر أحداث 16 ماي 2003. أبو طلحة البليدي يمنح معسكرا للمتطوعين المغاربة: بعد ترتيب الزيارة الى الجزائر ودخول ترابها التقى المتهم عبد القادر بليرج بمعسكر يضم حوالي 20 مسلحا ببنادق كلاشنكوف أمير الكتيبة المدعو أبو طلحة البليدي الذي تحدث معه حول الصعوبات المالية التي تمر منها جماعة الدعوة والقتال وانشغال قادتها بتنظيم موحد يضم صفوف مجاهدي المغرب العربي، مؤكدا للمتهم عبد القادر بليرج أن الجماعة الجزائرية خصصت معسكرا للمتطوعين القادمين من المغرب بالمنطقة الغابوية «رمكة» بنواحي الشلف، لتفادي العراقيل التي يعانونها. تعذر اللقاء بأمير الجماعة الجزائرية وعد أبو طلحة البليدي المتهم عبد القادر بليرج بتبليغ رغبته للقاء أمير الجماعة الجزائرية المسمى عبد الملك درو كدال، الملقب بأبي مصعب عبدالودود من أجل وضع برنامج موحد يرتكز بالأساس على تأسيس فرع لجماعته بالمغرب، وكذا تحديد المهام التي ستناط بنشاطه. وكان البليدية قد اعتذر عن عقد هذا اللقاء لكونه يتطلب مدة زمنية تتراوح مابين 10 و 15 يوما من الإعداد الجيد حتى يتم في ظروف أمنية ملائمة. وأوضح المتهم عبد القادر بليرج أن الجزائري بنيطو اللاجئ في بلجيكا كان على علاقة بالمغربي المسمى مصطفى بوسيف، الحامل للجنسية البلجيكية الذي ترفض السلطات البلجيكية تسليمه الى المغرب، والذي كان قد بعث الى جريدة «العلم» بيانا نفى فيه جميع ما نسب إليه المتهم بليرج، خاصة موضوع السلاح. مفتاح اللقاء بأمير تنظيم القاعدة سافر المتهم عبد القادر بليرج الى إفغانستان والتقى بقياديي أعضاء تنظيم القاعدة، بمن في ذلك أسامة بلادن وأيمن الضواهري بفضل تزكية من الجزائري بنرابح بنيطو سنة 2001 لدى شخص كردي مقيم في بروكسيل، من قدماء المجاهدين الافعان يدعى أبو سعد، الذي بعث بدوره توصية الى أحد قادة تنظيم القاعدة المسمى أبو زبيدة الفلسطيني (معتقل). الرغبة في الاستقرار بالجزائر والالتحاق بمنظمة أبي نضال كان المتهم عبد القادر بليرج قد قرر الاستقراربصفة نهائية بالجزائر بحكم صعود نجم «جبهة الانقاذ الاسلامية» بتشجيع من الجزائري نور الدين الباي القاطن في بلجيكا الذي أرسله لدى عائلة «فوزية» لعقد قرانه بها إلا أن ذلك لم يتم لاكتشافه أن «الزوجة» أم لابن من زوج سابق. وأوضح المتهم بليرج أنه تعرف خلال هذه المرحلة على عضو فلسطيني ينتمي إلى منظمة أبي نضال بعد إبداء اهتمامه وتحمسه للقضية الفلسطينية، حيث كلفه المدعو أبو علي بإخباره بتحركات الراحل ياسرعرفات خلال زيارته المغرب وجمع معلومات عن شخصيات وازنة سعودية وذات أصول يهودية مستقرة في بلجيكا لاستهدافها وتصفيتها والضغط عليها للحصول على مساعدات مالية..... في هذا السياق تحدث المتهم بليرج عن عمليات الترصد والقتل لخمس شخصيات في بلجيكا، وتسلم مبالغ مالية تتراوح ما بين 200 و 300 500 دولار من أبي علي الفلسطيني، وتوفر منظمة أبي نضال على معسكر شبه عسكري بمدينة صيدا اللبنانية والخاص بالمتطوعين العرب، مما جعل عبد القادر بليرج يبدي رغبته في الالتحاق بهذا المعسكر والاستقرار به بصفة نهائية.