عودة الأطماع في أملاك مدشر بوهاني بجماعة بني جرفط

تفويت الملك المائي العمومي يشكل خطرا على حياة السكان
عاد شبح المجهول ليخيم على سكان مدشر بوهاني بجماعة سبت بني جرفط بإقليم العرائش من جديد ، إذ بعد وأد محاولته الأولى الاستيلاء على قطعة بالمدشر في ظروف غامضة و من ثمة الاستيلاء على المصدر المائي الرئيسي بالمدشر .و هي المحاولة الخطيرة التي كانت جريدة ( العلم ) قد كشفتها في حينها لتصبح قضية رأي عام ، مما فرض على السلطات المحلية و الإقليمية التحرك العاجل بإرسال لجان تحقيق و تقصي و هي الإجراءات التي انتهت بوضع حد لمحاولة الاستحواذ على العقار الجماعي .

نفس هذا الشخص عاد للتحرك من جديد ، و هذه المرة بصيغة لا تخلى من ذكاء / غبي ، حيث جدد مطمحه في الاستيلاء على أهم مصدر مائي بالمدشر و يتعلق الإمر بعين ( عليقة ) التي تزود جزء كبيرا من المدشر بالماء الشروب ، كما أن لهذه العين رصيد تاريخي كبير .و في هذا السياق وجه الشخص المذكور طلبا إلى المسؤولين في وكالة الحوض المائي اللوكوس بتطوان لمنحه ترخيصا لجلب الماء من الملك المائي العمومي ، و تمثل الذكاء /الغبي في عدم تسمية الملك المائي العمومي ،و اكتفى الطلب بالحديث عن ( عين ) في محاولة بئيسة للتعتيم و مغالطة مسؤولي الوكالة ، بيد أن الهدف الحقيقي لصاحبنا يكمن في الاستحواذ على الملك المائي العمومي ( عين عليقة ) و تحويلها إلى ملك خاص يحتكره صاحبنا لوحده .

مباشرة بعد علمهم بهذه المحاولة الخطيرة سارع سكان مدشر بوهاني إلى مراسلة السيد عامل إقليم العرائش بتاريخ الثالث من شهر مارس الجاري ، مبلغين سيادته تعرضهم " على منح أي ترخيص من شأنه أن يمس نقط الماء بتراب مدشر بوهاني سواء كانت العين المشار إليها ، و التي تعتبر أهم منبع تتزود منه ساكنة المدشر ، و كذا أي ثقب مائي عمومي آخر لما في ذلك من آثار وخيمة على صبيب الماء بباقي المنابع الأخرى " و التمس السكان من السيد عامل الإقليم إعطاء تعليماته لمنع إعطاء أي ترخيص بشأن ذلك .

و تمثل هذه المحاولة التي أحيى من خلالها شخص أطماعه المتعددة في الاستيلاء على أملاك هذا المدشر ،الذي كان أهله يعيشون حياتهم العادية قبل نزوله عليهم ضيفا ثقيلا ، حالة فريدة و شادة لا نخال أن الجهات المعنية ستغيب عنها تداعياتها الكبيرة و أبعادها الخطيرة ، إذ كيف يمكن لشخص عاقل أن يقبل بتفويت ملك مائي عمومي نقب عنه و حفره الأجداد منذ عشرات السنين و كان و لا يزال مصدر عيش للإنسان و الحيوآن و النبات إلى شخص واحد يحتكره بصفة فردية ، في حين يحرم منه سكان المدشر ؟