قال مسؤولون أمريكيون إن الرئيس الأمريكي جو بايدن تحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، يومه الأربعاء 09 أكتوبر، في اتصال هاتفي تضمن مناقشة الخطط الإسرائيلية لشن ضربة انتقامية على إيران، وفق "وكالات". فيما تتسارع وتيرة التصعيد العسكري الإسرائيلي في لبنان، سواء بتكثيف الغارات الجوية والتدمير الممنهج في الجنوب والضاحية والبقاع، أو بالتوغل البرّي المحدود، وفجّرت إسرائيل مفاجأة جديدة، تمثلت بتوجيه إنذار طلبت فيه «إخلاء الشواطئ البحرية الجنوبية، بدءاً من مدينة صيدا، وصولاً إلى الناقورة الواقعة على حدود فلسطين المحتلّة. يتزامن الاتصال مع التصعيد الحاد في الصراع بين إسرائيل من جهة وإيران وجماعة «حزب الله» اللبنانية من جهة أخرى، دون ظهور أي بوادر على قرب التوصل إلى «اتفاق لوقف إطلاق النار»، وإنهاء الصراع مع حركة «حماس» في قطاع غزة. وقال البيت الأبيض إن نائبة الرئيس كامالا هاريس انضمت أيضاً إلى هذه المكالمة الهاتفية. فيما ذكر المكتب الإعلامي لنتانياهو، أن المكالمة استمرت لمدة 45 دقيقة، وفقاً ل«أكسيوس». وبعد الاتصال، توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إيران برد «فتاك ودقيق ومفاجئ»، بعد هجومها الصاروخي على إسرائيل. وتوقع المسؤولون، في حديث مع موقع «أكسيوس»، أن ترد إسرائيل على هجمات إيران بشن غارات على أهداف عسكرية إيرانية وعمليات سرية على غرار اغتيال مدير المكتب السياسي لحركة إسماعيل هنية في طهران. واجتمع نتانياهو لساعات مع كبار الوزراء وقادة الجيش الإسرائيلي وأجهزة الاستخبارات، مساء الثلاثاء، في محاولة للتوصل إلى قرار بشأن نطاق وتوقيت الهجمات الإسرائيلية، وفق مسؤولين إسرائيليين. وتحدثت تقارير عن ضربات إسرائيلية محتملة على منشآت نفطية إيرانية، لكن الرئيس الأمريكي أعلن معارضته لذلك. إلى ذلك، أكد رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، أن لا تقدم إيجابياً بشأن «وقف الحرب الإسرائيلية على لبنان»، غامزاً من قناة الأمريكيين «الذين يقولون إنهم مع وقف الحرب، لكنهم لا يفعلون شيئاً لتحقيق ذلك». ولفت إلى أن تفويض «حزب الله» له بالمفاوضات السياسية «ليس جديداً، وإنْ كان تم تجديد تأكيده». ولفت إلى أن الوضع المستجد لدى «حزب الله» بعد الحرب «يعوق حراك مسؤوليه، وبالتالي يزيد من المسؤولية» الملقاة على عاتقه. وأشار إلى أنه يعوّل على جلسة مجلس الأمن المرتقبة (الخميس) وما إذا كان سيصدر عنها شيء بخصوص لبنان. وفي اليوم التاسع على المعركة البريّة جنوباً، والتي تبدو لمراقبين أنها لم تبدأ إلا بالأمتار: محاولات التقدّم ثم القهقرة إلى الخلف تحت أمطار القذائف والصواريخ، واليوم السابع عشر على انطلاق العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي على لبنان متنقلاً بغاراته بين الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب والبقاع. فإن ثمّة إجماعاً على أن سيناريو الحرب الإسرائيلية على غزّة لا يتكرّر في لبنان في المساريْن العسكري والميداني فقط، إنما في المسارات السياسية والدبلوماسية وآلية التفاوض التي يعتمدها «حزب الله» من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى. ذلك أن الجيش الإسرائيلي وسّع من عملياته العسكرية، براً وجواً، ويصرّ على إحراز تقدّم برّي لتغيير واقع عسكري. ونفذت القوات الإسرائيلية محاولات التوغل في الأراضي اللبنانية من القطاع الشرقي، واستأنفت الهجمات من محاور عديدة شمالاً من إصبع الجليل مقابل بلدة العديسة، وإلى الجنوب مقابل ميس الجبل ومحيبيب، وعلى أطراف مارون الراس، بالتزامن مع محاولات توغل للمشاة في الناقورة، مقابل رشقات صاروخية أطلقها «حزب الله» هي الأوسع نطاقاً باتجاه حيفا وعكا والكريوت وصفد وكريات شمونة، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء في ثلاثة مواقع على الأقل شمال إسرائيل. وأعلن الإسعاف الإسرائيلي مقتل شخصين في كريات شمونة،، إثر سقوط صواريخ انطلقت من لبنان، قبل أن يجري الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي مكالمة لبحث تطورات الحرب. وأفاد الجيش الإسرائيلي أن نحو 40 صاروخاً أطلقت من لبنان باتجاه الجليل الأعلى ومنطقة خليج حيفا ومنطقة الكريوت، وأُفيد بأن ستة أشخاص أصيبوا بجروح، خلال القصف الأخير الذي أُطلق من لبنان، واعترض سلاح الجو الإسرائيلي بعضها. وأعلن حزب الله أنه «قصف برشقة صاروخية تجمعاً للقوات الإسرائيلية» في كريات شمونة. وذكرت القناة ال12 الإسرائيلية أن كبير مستشاري وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، قد أُصيب خلال الاشتباكات عند الحدود مع لبنان. فيما وجه الجيش الاسرائيلي إنذاراً طلب فيه «إخلاء الشواطئ البحرية الجنوبية، بدءاً من مدينة صيدا، وصولاً إلى الناقورة الواقعة على حدود فلسطين المحتلّة. ودوَّت صافرات الإنذار بشكل متواصل في شمال إسرائيل، الأربعاء، بما في ذلك مدينة حيفا. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه جرى إطلاق 180 صاروخاً من لبنان، بينها 40 صاروخاً دفعة واحدة أُطلقت تجاه حيفا في رشقة واحدة، وبعضها تم اعتراضه فيما سقط البعض الآخر في المنطقة. وأفادت القناة 14 الإسرائيلية بأنه تم تفعيل منظومة «مقلاع داوود»، في محاولة لاعتراض صاروخين أُطلقا من لبنان تجاه منطقة الكرمل.