أعلن وزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض، أن الانفجار الذي وقع في جنوبلبنان والضاحية الجنوبيةلبيروت، أسفر عن مقتل 9 أشخاص، بينهم طفلة، وإصابة نحو 2750 شخصاً، أغلبهم من عناصر حزب الله. الحادثة ناتجة عن انفجار أجهزة اتصال لاسلكية كان يستخدمها عناصر الحزب، وسط تزايد التوترات في المنطقة. وفي نداء عاجل، دعا الأبيض كافة المستشفيات في البلاد إلى استقبال المصابين، وسط تقارير من الدفاع المدني اللبناني تفيد بأن مستشفيات الجنوب قد تجاوزت قدرتها الاستيعابية، ما اضطرها إلى نقل الجرحى خارج المحافظة لتلقي العلاج.
وفي بيان رسمي، حمّل حزب الله "إسرائيل مسؤولية الهجوم"، واصفاً ما حدث بأنه "عدوان استهدف المدنيين" إلى جانب عناصره، متوعداً بأن "العدو الإسرائيلي سينال جزاءه العادل على هذا العدوان". وأكد البيان أن التحقيقات جارية لمعرفة أسباب الانفجار، داعياً الجمهور إلى "الحذر من الشائعات والمعلومات المضللة التي قد تخدم الحرب النفسية للعدو الصهيوني".
الحكومة اللبنانية اعتبرت الحادثة "انتهاكاً خطيراً للسيادة اللبنانية"، في حين نقلت قناة الجزيرة أن الانفجارات ناجمة عن أجهزة اتصال محمولة من نوع "بيجر" كانت بحوزة حامليها في مناطق متعددة من لبنان. وأفادت القناة أيضاً بأن نجل النائب في كتلة حزب الله، علي عمار، أصيب بجروح خطيرة في الحادث.
من جهة أخرى، أكدت السفارة الإيرانية في بيروت إصابة السفير الإيراني مجتبى أماني بجروح طفيفة، فيما نقلته وكالة أنباء فارس إلى المستشفى لفحصه. وذكرت تقارير أخرى أن حارسين شخصيين للسفير أصيبا في الانفجار، لكن الفريق الدبلوماسي لم يتعرض لأي إصابات خطيرة.
على الصعيد الدولي، نقلت شبكة "إيه بي سي" عن مسؤول أميركي أن الهجوم استهدف ما يزيد عن 50 شخصاً في سوريا بالتزامن مع الانفجارات في لبنان، ما يشير إلى احتمال تنسيق بين الحوادث في كلا البلدين.
مصادر أمنية لبنانية أكدت أن الانفجارات ناتجة عن اختراق لاسلكي للأجهزة المستهدفة، وأوضحت أن تلك الأجهزة تم استيرادها قبل 5 أشهر وكانت مفخخة بمواد متفجرة خفيفة لا تتجاوز زنتها 20 غراماً.
وفي تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال"، أكدت مصادر مطلعة أن الأجهزة التي انفجرت كانت ضمن شحنة حديثة تلقاها حزب الله، فيما أشارت شركة "لوبك إنترناشيونال" الأمنية إلى أن الانفجار قد يكون ناجماً عن برمجيات خبيثة تسببت في ارتفاع حرارة البطاريات، ما أدى إلى تفجيرها. كما أكدت مصادر مقربة من الحزب لوكالة "أسوشيتد برس" أن الأجهزة الجديدة كانت مزودة ببطاريات ليثيوم، ويبدو أنها انفجرت نتيجة تسخين مفرط.
وتتواصل التحقيقات حول الحادث، بينما تترقب الأوساط المحلية والدولية ما قد تسفر عنه من تداعيات على الساحة السياسية والأمنية في لبنان والمنطقة.