حذّر خبراء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في تقريرهم الجديد الذي نُشر أمس، من أن السنوات الأكثر حراً التي شهدها العالم أخيراً ستكون من أبرد الأعوام خلال جيل، بغض النظر عن مستويات انبعاثات غازات الدفيئة الناجمة عن النشاط البشري، ما يعني أن العالم يعيش فوق قنبلة مناخية موقوتة. وقال العالم في خدمة الأحوال الجوية البريطانية وأحد المؤلفين الرئيسيين للتقرير كريس جونز «العالم اليوم أكثر برودة من عالم الغد، على الأقل لعقود مقبلة». وقالت لجنة عليا من العلماء في الأممالمتحدة إن البشرية ما زالت لديها فرصة أخيرة لمنع أسوأ أضرار تغير المناخ في المستقبل. وذكرت اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أن القيام بذلك يتطلب خفضاً سريعا للتلوث الكربوني واستخدام الوقود الأحفوري بنحو الثلثين بحلول عام 2035. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ذلك الأمر بطريقة أكثر صراحة، حيث دعا إلى تخلي الدول الغنية عن استخدام الفحم والنفط والغاز بحلول عام 2040. وقال غوتيريس: «البشرية على جليد رقيق - وهذا الجليد يذوب بسرعة. عالمنا يحتاج إلى عمل مناخي على جميع الجبهات». ودعا الدول الغنية إلى تقديم هدفها بتحقيق الحياد الكربوني إلى عام 2040 من أجل «نزع فتيل القنبلة المناخية الموقوتة»، ومعظم هذه الدول تعهدت حتى الآن تحقيق الهدف بحلول عام 2050. وقال في رسالة بالفيديو بمناسبة نشر أحدث تقرير لخبراء المناخ الذين جمعتهم الأممالمتحدة، إن «البشرية تمشي على طبقة رقيقة من الجليد وهذا الجليد يذوب بسرعة»، ووصف التقرير بأنه «دليل إرشادي لبقاء البشرية». ويعتقد الأمين العام أن العالم لا يزال بإمكانه الحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى +1,5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الصناعة، لكن ذلك «يتطلب تحقيق تقدم حاسم في العمل المناخي... في كلّ الدول والقطاعات». وأضاف «يجب على جميع الجهات الفاعلة الضغط على زر التقديم السريع»، لافتاً إلى أن البلدان النامية أقل مسؤولية عن الاحترار المناخي وأقل قدرة على تسريع انتقالها. الهدف الأول هو البلدان المتقدمة التي «يجب أن تلتزم بتحقيق الحياد الكربوني في أقرب وقت ممكن من عام 2040، وهو حد ينبغي أن تعتزم جميعها بلوغه». وشدد الأمين العام للأمم المتحدة، على الدور الرئيسي لدول مجموعة العشرين المسؤولة عن 80% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية والتي يجب أن «يجتمع كل أعضائها معا في جهد مشترك... لجعل الحياد الكربوني حقيقة واقعة بحلول عام 2050». ودعا الأمين العام «جميع القطاعات إلى مواءمة نفسها مع الحياد الكربوني بحلول عام 2050 مع خطط واضحة وأهداف وسيطة»، مشيراً تحديدا إلى قطاعات الشحن والطيران والصلب والأسمنت والألمنيوم والزراعة.