نتيجة الاستفتاء الذي دعا إليه اليمين المتطرف في سويسرا، وأيد فيه الشعب حظر بناء المآذن، جاء صادما للمسلمين في المقام الأول ، ولأنصار حرية المعتقد في العالم أجمع، كونه يمثل هجوما فاضحا علي الإسلام ورموزه الدينية ؛ فالكل يعرف ان حظر بناء المآذن يهدف إلي مهاجمة الإسلام والمسلمين قبل كل شيء. والأخطر من ذلك انه جاء من سويسرا احدى اكثر المجتمعات فخرا بالديمقراطية وحرية المعتقد في العالم ، أو من التي تسمي نفسها كذلك، فالماكينة الإعلامية ، التي تمتلكها سويسرا ، روجت لهذه الأكاذيب ، ولكن التأييد الشعبي للاستفتاء حول حظر بناء المآذن ، كشف زيف تلك الادعاءات، وجعلها عارية أمام الحقيقة والمتمثلة بأن الشعوب الأوروبية لم تصل إلي مرحلة قبول الآخر واحترام حقوق الآخرين، مع انهم أكثر من يتشدق في الترويج للديمقراطية في العالم، ومطالبة المهاجرين ، خصوصا المسلمين، بالاندماج في تلك المجتمعات، فكيف إذن يتم الاندماج والعنصرية والحقد ما زالا متأصلين فيها. ان ما يدعو للخوف أكثر أن نتيجة الاستفتاء تمثل رأي الشعب السويسري ، ولا تمثل رأي الحكومة، فلو كان يمثل رأي الأخيرة لقلنا ان القرار سيتغير بتغير الحكومة ، ولكنه يمثل رغبة اللبنة الأساسية في سويسرا ، وهو المواطن السويسري، كذلك فإن المسلمين في العالم أجمع أصبحوا يشعرون بقلق بالغ علي الجالية المسلمة في سويسرا وفي أوروبا بشكل عام، فنتيجة الاستفتاء تظهر ازدياد مشاعر العداء والكره للإسلام والمسلمين. المسلمون في العالم اثار تغضبهم واستياءهم نتيجة الاستفتاء في سويسرا ، وهذا ما ظهر من خلال الادانات التي صدرت عن منظمة المؤتمر الإسلامي والتي تمثل 57 دولة إسلامية، حيث اعتبرت ان الاستفتاء يمثل خيبة أمل وصدمة للمسلمين، مؤكدة ان المجتمعات الغربية أصبحت رهينة للمتطرفين الذين يستغلون الإسلام ككبش فداء وقاعدة لتنفيذ أجندتهم السياسية التي تكرس الاستقطاب والتشرذم في المجتمعات . مناشدة المجتمعات المسلمة الالتزام بالوسائل السلمية والديمقراطية في التعبير عن آرائها بشأن هذه المسألة. الإساءات الاوروبية إلي الإسلام ليست الأولي ولن تكون الاخيرة ؛ فالرسوم المسيئة للرسول الكريم- صلي الله عليه وسلم- خير دليل علي ان الكراهية متجذرة بعمق في المجتمعات الأوروبية ، وان الشعب السويسري يمثل جزءا من النسيج الاوروبي العنصري والكاره للغير، كذلك تدنيس مقابر المسلمين برسم الصليب والشعارات النازية. نتيجة الاستفتاء علي حظر المآذن في سويسرا تجعلنا ندق ناقوس الخطر، فهو يعكس توجه الشعوب الأوروبية نحو التطرف وتكريس الكراهية، كذلك يزيد الخوف علي أمن الجالية الإسلامية في أوروبا، طالما يحارب الأوروبيون الإسلام ورموزه.