عبد الناصر هميزة رئيس تعاونية لإنتاج العسل بعرباوة: 400 صندوق لإنتاج العسل أضحى فارغا والخسائر ستكون كارثية لم يكن بالأمر السهل فتح هذا الملف نظرا لما يحدثه من أضرار إن لم نقل من جراح، فالكلمات للتعبير عن هذه الظاهرة تستعصي على مربي النحل في منطقة الغرب والذين يتملكهم الذهول وحتى الصدمة جراء رؤية الصناديق فارغة، وطوائف النحل ميتة، بعدما كانت مثلا في عرباوة تملأ المكان بالحيوية وتطرب الفضاء بأزيز أجنحتها، لكن اليوم كل شيء من هذا تغير، وأضحى قاتما بسبب فراغ كبير، لا يحس به إلا مربو النحل. يحكي لنا السيد عبد الناصر هميزة وعلامات الحسرة تبدو عليه بان هذه الظاهرة التي نجمت عن مرض فتاك حلت بالمنطقة في شهر غشت الماضي، وكانت نتائجه المباشرة والسريعة تراجع أعداد النحل وانتشار الداء في زمن قياسي، حيث تكون الوفاة مصير جحافل النحل بمجرد العودة من المراعي، وبالتالي تبقى الملكة وحيدة وبعد مرور 48 ساعة تموت هي الأخرى، وتبقى الخلية فارغة. ويضيف السيد عبد الناصر رئيس تعاونية تربية النحل وإنتاج العسل بجماعة عرباوة دائرة سوق أربعاء الغرب أنه بمحرد رصد هذه الظاهرة تم الاتصال بالجهات المعنية المسؤولة عن القطاع الفلاحي في إطار جهود التنسيق لاحتواء الظاهرة، وكان المطلب الأساسي هو توفير الدواء أمام انعدامه بالصيدليات، حيث كان الهاجس الأساسي هو تفادي الخسائر والأضرار ما أمكن، لكن لم يتم توفير الأدوية، وهذا بالرغم من وعود تقدمت بها مصالح المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية والتي تكلفت بمتابعة الملف وتشخيص الوضع بتعاون مع النحالين، بينما ظل النحل يهاجر ويواجه مصيره المحتوم رغم انقضاء خمسة أشهر ونيف. ويضيف السيد عبد الناصر هميزة: " في ظل غياب الحلول إلى الآن، لا نجد أمامنا سوى إحصاء الخسائر، والتحسر كيف انقلب الامر من الحسن إلى الأسوأ في فترة وجيزة"، مسجلا بعد ذلك في إطار تفسيره لما حدث أن هناك ظاهرة تتجلى في بيع بعض المواد الكيماوية والأدوية بالأسواق الأسبوعية، والتي ربما تكون سببا في تعرض النحل لهذا الوباء الفتاك بنسبة 60 في المائة.