اللا منطق يحكم كرة القدم رغم ترجيح تاريخ مواجهات المنتخبين كفة أسود الأطلس. يخوض المنتخب المغربي لكرة القدم، يوم غد الثلاثاء، مباراة ثمن نهائي كأس أمم إفريقيا 2021 المقامة بالكاميرون أمام نظيره المالاوي، على ملعب "أحمد أهيدجو" بالعاصمة ياوندي. على الورق، تبدو نتيجة المباراة محسومة لأبناء المدرب وحيد خليلوزيتش، نظرا للفوارق الفنية والتقنية بين المنتخبين، وهو ما يؤكده تاريخ المواجهات بينهما، حيث نجح أسود الأطلس في انتزاع الفوز في خمس لقاءات، وحسم التعادل ثلاث مواجهات، فيما يملك منتخب مالاوي فوزا وحيدا وكان برسم إقصائيات كأس إفريقيا للأمم 1994. لهذا قد يبدو منطقيا خروج المغرب فائزا في هذا اللقاء، لكن بالرجوع إلى مباراة منتخب تونس ونيجيريا والسيناريو الذي آلت إليه المواجهة، ندرك ألا منطق يحكم كرة القدم، وكيف أثرت التفاصيل الصغيرة في خروج الفريق المرشح بقوة للفوز. الأمر نفسه نستشفه من مسار مشاركة المغرب في النسختين السابقتين من كأس أمم إفريقيا 2017 و2019. فعلى سبيل المثال شهدت دورة 2017 رغم السيطرة الواضحة لأسود الأطلس خلال مباراتي الدور الثاني، خروجهم من المسابقة بعد لدغة "كهربا" ضد مصر. الوضع لم يختلف كثيرا في نسخة 2019، بعدما ودع المغرب المنافسة بركلات الترجيح ضد بنين، وهو ما يؤكد أن الهيمنة لا تعني الفوز دائما. المنتخب المالاوي سيعتمد لا محال في مباراته ضد المغرب على النهج التكتيكي الذي أوقف به نجوم منتخب السينغال، حيث خطف منه نقطة ثمينة بعد التعادل السلبي (0-0)، لتكون هذه هي المرة الأولى التي يتمكن فيها المنتخب الذي يقوده الروماني، ماريو مارينيكا، من تجاوز دور المجموعات، لذلك سيكون التحدي الرئيسي بالنسبة لهم، بلا شك، هو الذهاب إلى أبعد مدى ممكن في البطولة. كل هاته العوامل تُنْبِئ بمواجهة صعبة على الطرفين، وسيبقى الأمر متروكا للمدرب خليلوزيتش وللعناصر الوطنية من أجل إيجاد نظام تكتيكي مناسب لقدرات اللاعبين، والتهيؤ لجميع السيناريوهات الممكنة، بما أن منتخب مالاوي أو كما يطلق عليه "منتخب الشعلة"، سيحاول بشتى الطرق تعقيد مهمة أسود الأطلس.