تستقطب دورات الألعاب الفرنكوفونية نجوماً كباراً ووجوهاً واعدة تسعى الى فرض وجودها على الساحة الرياضية الدولية، وتجد في هذه المناسبة الجامعة فرصة للتألق ولفت الأنظار، وسلوك درب الإنجازات. ومنذ النسخة الأولى للألعاب، تميزت المنافسات بتقديم أسماء عرفت الشهرة لاحقاً واحتلت مواقع متقدمة. ففي الدورة الأولى عام 1989 في المغرب، برزت العداءة الفرنسية مونيك ايونج ايبيه (22 سنة) وحصدت ذهبية ال100م حواجز (12.92ث)، وشقيقتها الكبرى ماريز (25 سنة) الفائزة بمسابقة القفز العالي (1.88م)، ومواطنتهما ماري جوزيه بيريك (21 سنة) التي خطت خطواتها الأولى نحو الألقاب العالمية والأولمبية في سباقي ال200م وال400م، اذ توجت في ال200م مسجلة زمناً قدره 22.60ث. وبعد أربعة أعوام في الدورة الثانية التي استضافتها العاصمة الفرنسية باريس، تألق بطل الجودو الفرنسي الأولمبي دافيد دوييه، والعداء الكندي دونوفان بايلي محرزاً فضية ال100م، ممهداً الطريق لبروزه في بطولة العالم بعد عامين في مدينة غوتبورغ السويدية، حيث حصد ذهبيتي ال100م والبدل 4 مرات 100م، وأضاف الى رصيده في العام التالي الذهب الأولمبي في ال100م (9.84ث)، وبلغ معدل سرعته 44 كلم/س. في المقابل، يأسف أسطورة سباقات المسافات المتوسطة المغربي هشام الكروج لاكتفائه ببرونزية ال1500م في باريس، علماً أنها كانت مشاركته الدولية الأولى في صفوف الكبار، لكنها علمته الكثير على حدّ تعبيره، وأفسحت أمامه آفاق السيطرة الميدانية في بطولات العالم، الى أن كرّس مسيرته بثنائية تاريخية في دورة أثينا الأولمبية عام 2004 اذ جمع لقبي ال1500م وال5 آلاف م. وفي الجودوً، تألقت الفرنسية فريديريك جوسينيه، وانطلقت الى المنافسات الكبرى لتحصد بطولة أوروبا أعوام 2001 و2002 و2009، فضلاً عن حلولها ثانية في بطولة العالم عامي 2003 و2005 وثالثة في دورة أثينا الأولمبية عام 2004. وتعرّف العالم في الألعاب الفرنكوفونية عام 2001 في أوتاوا هول (كندا) على العداءة السنغالية آمي مباكي تيام إثر فوزها في ال400م، وذلك قبل أسبوعين من انتقالها الى مدينة ادمونتون وتتويجها في السباق ضمن بطولة العالم لألعاب القوى، فأضحت أول أفريقية تحرز اللقب العالمي في هذه المسافة. ولا شك أن اللقب الفرنكوفوني منحها، كما تقول، دفعاً معنوياً لتبرز في بطولة العالم وتحقق «انتصاراً لا ينسى». واذا كانت الألعاب الفرنكوفونية مهّدت طريق العالمية أمام تيام، فإن الرومانية اوتيلا باديسكو أضافت الى سجلّها اللقب الأوروبي في كرة الطاولة، والأفريقية نادجيما كالتوما (التي حصلت على الجنسية الكندية لاحقاً) عززت سجلها في سباقات الجري بانتصارات في بطولة العالم للقاعات في برمنغهام. وأحرزت كالتوما البطلة الفرنكوفونية ألقاب ال200م وال400م خلال دورتي2001 و2005، وهي شاركت في دورتي سيدني (2000) وأثينا (2004) الأولمبيتين، وستحضر الى بيروت بحثاً عن تتويج جديد.