أكدت وثيقة صادرة عن مجموعة عمل تضم شخصيات سياسية أمريكية مرموقة من الحزبين الجمهوري و الديمقراطي نشرها كل من معهد بوتوماك للدراسات السياسية في جامعة أرلينغتون وبرنامج إدارة النزاعات في جامعة جون هوبكينز تحت اسم "مشروع ورقة عن السياسة الأمريكية بشمال إفريقيا" أن "الحلّ القائم على حُكم ذاتي في إطار السيادة المغربية والموضوع الآن على مائدة الأممالمتحدة، هو خيار قابل للحياة ومؤهّل للتطبيق، وقد حظِي بتوافق بين الحزبيْن، الجمهوري والديمقراطي، وبتزكية الإدارات (الأمريكية) السابقة"، ومن هذه الزاوية، يمكن النظر إلى الدّعم الأمريكي القوي لمهمّة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس، وهو السفير الأمريكي الخبير بالشؤون المغاربية. وقدر واضعو الدراسة أن للولايات المتحدةالأمريكية مصالِح مُعتبرة في المنطقة المغاربية تستوجب التّركيز على تأمين الاستقرار لها والأمن لكل بلد من بلدانها، من أجل تمكينها من التقدم نحو تكامل اقتصادي وسياسي إقليمي أكبر، وتعاون أوسع مع الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي، مما يُتيح توسيع الحريات السياسية وتنشيط التنمية الإقليمية. وخلصت الدراسة التي ساهم في إعدادها فريق عمل مشكل من شخصيات تحملت مسؤوليات هامة بهرم الادارة الأمريكية و في مقدمتهم ستيوارت أيزنستات، وزير الدولة للزراعة سابقا، ومستشار الرئيس جيمي ووليام زارتمان، رئيس المعهد الأمريكي للدراسات المغاربية بالاضافة الى أكاديميين وسفراء سابقين ومسؤولين سياسيين وعسكريين في الإدارات الديمقراطية السابقة كوزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت أنه بدون مُقاربة مفهومة ومنهجية لتعزيز التكامل المغاربي، ستتزايد التهديدات للأمن والاستقرار في منطقة اتحاد المغرب العربي"، واستدلت على ذلك بدراسة صدرت في عام 2008 عن معهد بيترسون للاقتصادات العالمية، وأظهرت الفوائد التي يُمكن أن يحقِّقها التكامل الاقتصادي للبلدان و ربطها يقنوات تعاون عبر أطلسية. ويعتبر إيزنستات نائب وزير الخارجية السابق للشؤون الاقتصادية و وزير الزراعة لاحقا، عراب المشروع الشهير، الذي يحمل اسمه و الذي طاف به عبر العواصم المغاربية قبل عشر سنوات داعيا إلى إقامة سوق مغاربية مشتركة وواعِدا باسم إدارة كلينتون بتكثيف الاستثمارات الأمريكية في شمال إفريقيا وتوسيع المُبادلات التجارية مع بلدانها قبل أن يصطدم مشروعه بتعنت كل من الجزائر و طرابلس . يذكر أن 230 عضو في الكونغرس الأمريكي كانوا قد وجّهوا رسالة إلى الرئيس أوباما شهر أبريل الماضي، أي بعد عشرين يوما من طرح الورقة عَلنا، نصحُوه فيها بدعم الاقتراح المغربي الخاص بمنح الصحراويين حُكما ذاتيا في ظل السيادة المغربية