أفاد مصدر مطلع أن أمير خلية الدم في مقتل السائحتين الاسكندنافيتين عبر عن «ندمه الشديد» و«طلب التوبة والغفران» لفعلته الشنعاء المتمثلة من جهة في توجيه طعنات سكين لضحيته في مختلف أنحاء جسدها، ثم فصل رأسها عن الجسد ومواصلة الطعنات بالسكين في الوقت الذي كان متهم آخر يقوم بعملية تصوير الجرم المشهود، في حين أن المتهم الثالث عمد هو الآخر إلى فصل رأس الضحية الثانية عن جسدها بعد توجيه عدة طعنات.
إن «الندم الشديد» المقرون «بطلب التوبة والغفران من الله تعالى»، الذي عبَّر عنه المتهم عبد الصمد الجود، المزداد عام 1993 بمراكش، يشمل حمام الدم الذي كان يخطط له رفقة آخرين متابعين معهم أمام محكمة الاستئناف بملحقة سلا، المكلفة بقضايا مكافحة الارهاب، والمتمثل في إعداد مشروع تخريبي يستهدف استقرار المملكة، حيث انتقل الأمر من المناقشة والتفكير إلى البحث عن وسائل التنفيذ والقيام ببعض التجارب، حسب مصدر أمني.
ويتضمن هذا المخطط بعد فشل محاولة الالتحاق بتنظيم «داعش» استهداف مؤسسات الدولة وتصفية عدد من المسؤولين المغاربة والأجانب، لكونهم يمثلون محور الشر والكفر، كضرب ثكنات عسكرية، ومعبد يهودي، ومنتجع قصر «علي بن الفلاح»، وضريح مولاي إبراهيم، ومهرجان كناوة، وموسم الهيلولة الذي تتوافد عليه الطائفة اليهودية، فضلا عن السطو على الوكالات البنكية وشاحنات لنقل الأموال في إطار عمليات الفيء واستحلال أموال الغير من أجل تمويل العمليات الجهادية، إضافة إلى الاعتداء على الأجانب، واستهداف عدة مناطق سياحية، على منوال ما يفعله تنظيم «داعش».
ولتنفيذ هذا المخطط سطر المتهم الرئيسي، النجار، والأب لبنت واحدة، آليات تنفيذه، بدءا من استعمال السكاكين و «السواطير» – الاسلحة البيضاء – وعمليات الدهس بالسيارات، والمتفجرات «أحزمة ناسفة وعبوات» وكذا استعمال السموم للتصفية الجسدية، حيث تم القيام بتجربة سم الفئران على أرنب، وذلك لتصفية أعوان الطاغوت، ومدراء الإدارات العمومية ، وعناصر الأمن، والدرك والمخابرات…».
في هذا الصدد أشار ذات المصدر إلى أنه قبل واقعة ذبح السائحتين الدانماركية والنرويجية في 17 دجنبر 2018، بأربعة أيام تقريبا قام الظنين، الملقب «بأبي مصعب» و«أبي أسامة» رفقة آخرين، بتسجيل شريط فيديو بايعوا فيه أمير تنظيم «داعش» الملقب بأبي بكر البغدادي، ونعتوا النظام بالطاغوت، مع الاعلان عن قيامهم بأعمال إرهابية، داخل المغرب، والتي خطط لتصويرها وإرسالها لمواقع تنظيمهم من أجل تبنِّي عملياتهم، لكي يُعطى لها طابع عالمي من شأنه زرع الرعب والخوف، وبالتالي تسهيل إعلان ميلاد فرع تنظيم داعش بالمغرب.
وكانت غرفة الجنايات الابتدائية الملكفة بالارهاب باستئنافية ملحقة سلا قد عقدت أول جلساتها للنظر في هذا الملف، المتابع فيه 24 متهما، من ضمنهم سويسري يحمل الجنسية الإسبانية، يوم 2 ماي 2019 ، ليتم تأجيله إلى جلسة 16 من نفس الشهر من أجل إعداد الدفاع.
كما عرض على ذات الهيئة القضائية بشكل منفصل قضية لها ارتباط بمقتل السائحتين، المتابع فيها سويسري آخر كان آخر متهم يعتقل على ذمة هذه النازلة، بحكم أنه من جهة توصل من السويسري الحامل للجنسية الإسبانية، بصور تتضمن فيديو مقتل السائحتين وصور للمتهمين، ومن جهة ثانية لعلاقته مع سويسري آخر وتونسي كان قد تعرف عليهما في «المسجد الكبير» بجنيف وظل على تواصل معهما عبر مواقع التواصل الاجتماعي إبان التحاقهما بسوريا، حيث قتل التونسي الذي كان يتلقى تعليماته مباشرة من أمير تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي.
وحكم على السويسري الثاني بعشر سنوات سجنا نافذة، لتظل علاقته بجهاز المخابرات السويسري محل استفهام كبرى، خصوصا أنه كان يشتغل معه مقابل مبالغ مالية، كما أوضح دفاعه أيضا ذلك، وفق ما نقلته جريدة «العلم» في جلسة 11 أبريل 2019.