بدأت الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية تؤثر على تحويلات المهاجرين إلى بلدانهم الأصلية, وفق دراسة للبنك الدولي نشرت الاثنين في واشنطن. وبعد أن زادت بنسبة15 % خلال2008 لتصل إلى328 مليار دولار, يتوقع أن تتراجع تحويلات المهاجرين إلى البلدان النامية بمعدل3 ,7 % في2009 , لتبلغ304 مليارات دولار, كما قال البنك. وبدأت تحويلات المهاجرين تشهد جمودا اعتبارا من الربع الاخير من2008 , مع اشتداد الازمة, كما أفاد البنك الدولي. لكنه لاحظ مع ذلك أن هذه التحويلات غير مهددة, وأنها تتراجع بوتيرة أبطأ بكثير من تدفق الاستثمارات الخاصة نحو البلدان الفقيرة. واعتبر البنك الدولي في مارس أن البلدان النامية ستشهد عجزا في التمويل في العام2009 بما بين270 و700 مليار دولار, لأن «»المستثمرين الأجانب يفرون من الأسواق الناشئة»». ويعود الصمود النسبي في حجم تحويلات المهاجرين إلى أن «»عدد المهاجرين لم يتأثر سوى قليلا بالأزمة, مقابل تراجع تدفق موجات جديدة من الهجرة»». ومع ذلك, توقع البنك الدولي أن تشهد هذه التحويلات الاساسية بالنسبة لمشاريع التنمية في بعض الدول, مزيدا من التراجع يصل حتى1 ,10 % في2009 , إذا استمرت الازمة, وفي حال شهدت سوق القطع اضطرابات, وتم تشديد القيود على المهاجرين في دول المقصد الرئيسية. ولاحظ التقرير أن الولاياتالمتحدة وبريطانيا واستراليا وماليزيا وروسيا وجنوب افريقيا وايطاليا واسبانيا والهند خفضت الحصص السنوية من العمالة المهاجرة أو شددت القيود عليها بسبب ارتفاع البطالة فيها. وبينت دراسة البنك الدولي من جهة ثانية أن الهند والصين والمكسيك هي أكثر الدول استفادة من تحويلات المغتربين. ووصلت هذه التحويلات في2008 الى52 مليار دولار, و6 ,40 مليارا, و3 ,26 مليارا إلى الدول الثلاث تباعا. وتعتبر مساهمة المهاجرين أساسية بالنسبة لبعض الدول مثل طاجيكستان حيث أسهمت بنسبة46 % في إجمالي الناتج المحلي عام2007 , وجزر تونغا (37 %) ومولدافيا (34 %).