في خطوة جريئة تعاكس كل التوقعات قدم الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بعد مغرب أول أمس الاحد ملف ترشحه للانتخابات الرئاسية المقررة في 18 ابريل المقبل متعهدا في حالة انتخابه لعهدة خامسة بتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة تحدد تاريخها ندوة وطنية والعمل أيضا على إقرار إصلاحات أساسية. ومباشرة بعد إعلان ايداع ملف ترشيح الرئيس بوتفليقة , و رغم أن هذا الاخير أعلن على لسان مدير حملته الانتخابية الجديد تعهده بتغيير النظام وتعديل الدستور عن طريق استفتاء شعبي , إلا أن مسيرات ليلية حاشدة وتلقائية خرجت في جل المدن الجزائرية الى ساعات متأخرة من الليل احتجاجا على ما وصفته بتحدي النظام لارادة الشعب الجزائري الرافضة لعهدة جديدة . في غضون ذلك بلغ عدد المترشحين الذين أودعوا إلى غاية دقائق قبل منتصف ليلة أمس موعد انقضاء الأجل القانوني ملفات ترشحهم للانتخابات الرئاسية إلى 15 مترشحا. ويتعلق الأمر بالرئيس المنتهية عهدته عبد العزيز بوتفليقة, ورئيس جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد, ورئيس حركة البناء عبد القادر بن قرينة, ورئيس حركة الانفتاح عمر بوعشة, ورئيس حزب النصر الوطني عدول محفوظ, ورئيس حزب التجمع الجزائري علي زغدود, ورئيس جبهة الشباب الديمقراطي للمواطنة أحمد قوراية ورئيس حزب عهد 54 علي فوزي رباعين فضلا عن عبد الحكيم حمادي واللواء المتقاعد علي غديري, ورشيد نكاز وعبد الشفيق صنهاجي وعلي سكوري ومحمد بوفراش (مترشحون مستقلون ). ولا يعكس تعدد المترشحين في استحقاق رئاسي جزائري إعتاد منذ استقلال البلاد على أحادية و قطبية الاقتراع الأهم بالنسبة للنظام المتحكم في مصير الجزائر المستقلة , لا يعكس إطلاقا صحوة ديمقراطية للمشهد السياسي المحلي الذي تتحكم فيه مؤسسة عسكرية نافذة و مؤثرة بقدر ما يكشف ورطة وتخبط النظام تحت ضغط الشارع وتضارب مصالح مراكز السلطة والنفوذ وعجزها عن تدبير سلس للموعد الانتخابي على الطريقة التقليدية التي كانت توصل مرشحها باقتراع صوري وموجه ومتحكم فيه الى مقعد الرئاسة بقصر المرادية. وما يؤكد حالة التخبط هذه ما وقع من غرائب و مفاجئات غير مسبوقة ساعات قبل إغلاق باب قبول الترشيحات بمقر المجلس الدستوري بقلب العاصمة الجزائرية, حيث تفاجأ الصحفيون المرابطون بالمجلس بإيداع ميكانيكي شاب لملف ترشيحه الى الاقتراع الرئاسي وهو يحمل نفس إسم رجل الاعمال والسياسي المعارض رشيد نكاز (نفس الشخص الذي حاول شراء دار اسرة بوتفليقة بوجدة ) , حيث صرح المترشح المفاجأة للصحفيين المندهشين أنه يتقدم للرئاسيات مكان رشيد نكاز المعارض وبتدبير منه. السيناريو العبثي و المسرحي كاد ينطلي على الرأي العام الجزائري وحتى العالمي قبل أن يعلن مدير حملة رشيد نكاز المعارض الذي كان ينقل من هاتفه على المباشر مسيرته نحو بناية المجلس الدستوري لإيداع ملف ترشيحه , أن هذا الاخير تم توقيفه من طرف قوات الأمن و أنه يجهل وجهته, ليتضح أن أطرافا فبركت سيناريو المترشح البديل لتشويه مصداقية السياسي الصاعد أمام الجزائريين و التغطية في نفس الوقت على قرار ترشح الرئيس بوتفليقة الذي يعتبر أول زعيم سياسي في العالم يتعهد بتنظيم اقتراع رئاسي سابق لأوانه لا يكون طرفا فيه حتى قبل أن يفوز بالأول رغم أنه جند له من اليوم قرابة 6 ملايين توقيع ناخب مساند…. إنها صورة سوريالية وغرائبية ناتجة عن تراكمات وتناقضات وصراعات مواقع و تصفيات حسابات على أعلى مستوى عششت لأزيد من 58 سنة بقمة هرم السلطة ببلاد المليون ونصف مليون شهيد.