سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إصابات في صفوف رجال الأمن واعتقالات بالجملة في صفوف جمهور الخضراء: شغب وأحداث دامية في «كلاسيكو» الجيش الملكي والرجاء البيضاوي وعقوبات قاسية في الطريق!
عرف لقاء “كلاسيكو” المغرب بين فريق الجيش الملكي وضيفه الرجاء البيضاوي الذي جرى أول أمس الأربعاء على أرضية مركب مولاي عبد الله بالرباط نهاية غير طبيعية، بسبب أحداث الشغب التي أعقبت المباراة، بطلها جمهور الفريق الأخضر الذي عاث في الملعب فسادا، باقتلاعه لكراسي المدرجات ورميها على رجال الأمن احتجاجا على خسارة فريقه بهدفين لواحد أمام الفريق العسكري برسم الجولة 19 من البطولة الوطنية الاحترافية. وعلمت “العلم” من مصدر أمني أن الاشتباكات بين الطرفين أسفرت عن إصابة 26 من رجال الأمن إصابات متفاوتة الخطورة، تم نقلهم على وجه السرعة إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية، وكذا إصابة أحد الصحافيين. وأضافت المصادر ذاتها أن السلطات الأمنية تعقبت الجمهور الرجاوي حتى خارج الملعب بالخيول والسيارات والكلاب المدربة، وتمكنت من اعتقال العشرات من بين المشتبه فيهم في هذه الأعمال التخريبية التي أفسدت “الكلاسيكو”، قدروا بأزيد من 30 متورطا، كلهم محسوبون على جمهور الرجاء. ومن المنتظر أن تصدر الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إجراءات صارمة بخصوص أحداث الشغب، حيث سبق لها أن أوقفت جماهير مولودية وجدة لخمس مباريات، وجماهير نهضة بركان لمباراتين، بعد أعمال التخريب التي شهدتها أخيرا مواجهة الفريقين بالمركب الشرفي بوجدة، هذا بالإضافة إلى الغرامات المالية التي ستفرضها الجاكمعة على الفريقين معا بسبب استعمال جمهوريهما للشهب النارية. من جهة أخرى، وحسب مصادر خاصة ل “العلم”، فقد وقعت مناوشات ومشادات كلامية في مستودعات الملابس بين لاعبين الجيش الملكي ونظرائهم في الرجاء الذين لم يتقبلوا الخسارة بالرباط. وخلال الندوة الصحافية التي تلت المواجهة أعرب كارلوس ألوس مدرب فريق الجيش الملكي عن سعادته بهذا الفوز معتبرا إياه بالمهم، لأنه جاء – حسب تعبيره – على حساب فريق كبير في حجم الرجاء البيضاوي، وقال إن الروح القتالية التي أبان عنها لاعبوه طيلة أطوار المباراة ورغبتهم في الانتصار، رغم النقص العددي بعد طرد اللاعب كعواش ساهمت في هذا الفوز. مضيفا أن الانتصار على الخصم هو تأكيد لمسلسل النتائج الإيجابية التي حصدها فريقه خلال الدورات الأخيرة. وأوضح ربان الفريق العسكري أن المباريات القادمة لن تكون سهلة، وتتوجب علينا القيام بعمل كبير للحفاظ على هذا الخط التصاعدي. مشيرا الى ان البطولة الوطنية مستواها جيدا وتضم لاعبين يمتلكون إمكانيات تؤهلهم لدخول عالم الاحتراف من بابه الواسع. ومن جهته قال كارتيرن مدرب فريق الرجاء البيضاوي وبنبرة يشوبها الحزن والأسف إنه لم يكن يتوقع خسارة فريقه امام الجيش الملكي، مضيفا أن اللاعبين قدموا مستوى جيد طيلة المباراة كان بالأحرى أن يشفع لهم بانتزاع نقطة واحدة على الأقل. وتابع ” أن فريقه دفع ثمن بعض الأخطاء التي ارتكبها لاعبون شباب تنقصهم للتجربة، ويلزمهم مزيدا من الوقت لتحسين مؤهلاتهم التقنية، مشيرا الى أن عناصره لم تحسن استغلال النقص العددي في صفوف الجيش الملكي الذي تمكن من الحصول على ركلة جزاء منحته الفوز بنقاط المواجهة. وأكد مدرب الرجاء أنه حزين لهذه النتيجة التي لا تضاهي المجهود الكبير الذي بذله فريقه، مهنئا في الأخير لاعبيه على الروح القتالية العالية التي ظهروا بها أمام الخصم العسكري. وتميزت المباراة بعودة قوية للجماهير العسكرية التي تجاوزت 30 ألف متفرج، دعمت وساندت فريقها طيلة 90دقيقة في احتفالية رائعة تخللتها الشهب الاصطناعية في مشهد فاق جميع التوقعات، حيث تحول المعلب الى ساحة استعرضت احتفالية منقطعة النظير تدل على مدى عشق الجمهور العسكري لفريقه. في حين كانت احتفالية الجماهير الرجاوية أقل تميزا مقارنة مع نظيرتها في الجيش الملكي. ومن المتوقع أن يتعرض الفريقان معا لغرامة مالية من طرف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وذلك على خلفية إطلاق الجماهير للشعب النارية، والقدف بها الى أرضية الملعب. وبالعودة الى فصول المواجهة فقد بادر فريق الرجاء البيضاوي الى شن حملات هجومية منذ البداية أثمرت عن هدف مبكر في الدقيقة 17عن طريق القناص محسن ياجور، رد الكتيبة العسكرية لم يتأخر طويلا، حيث تم إسقاط اللاعب حمزة الموساوي في منطقة عمليات الخصم، ليعلن الحكم المصري جريشة عن ركلة جزاء نفذها بنجاح الكونغولي لوفومبو في الدقيقة 40، مانحا بذلك فريقه التعادل. وخلال الجولة الثانية تلقى الجيش الملكي ضربة موجعة بطرد لاعبه كعواش لتلقيه الإنذار الثاني ليكمل الفريق المباراة بعشرة لاعبين، ورغم هذا النقص العددي فان العناصر العسكرية كانت الأفضل على رقعة الملعب مستفيدة من العياء الذي أخذ مأخذه من لاعبي الرجاء، وكذا اقحام المدرب كارلوس للاعب البزغودي الذي نجح في اقتناص ركلة جزاء في الانفاس الأخيرة من عمر المواجهة حولها العميد برحمة الى هدف الفوز، ألهب حماس الجماهير العسكرية التي تغنت بتفوق فريقها في كلاسيكو العاصمة على النسور الخضر. وبهذا الانتصار رفع فريق الجيش الملكي رصيده الى 28نقطة محتلا المركز الثالث، في حين حافظ الرجاء على تواجده في الرتبة الثانية بما مجموعه 28نقطة، مع مباراتين ناقصتين بسبب التزام الفريق الأخضر بالمنافسات الإفريقية.