قالت وكالة الأنباء الإسبانية إن عدد القتلى في تحطم طائرة ركاب هبطت اضطراريا بعد وقت قصير من إقلاعها بعد ظهر الاربعاء من مطار باراخاس في العاصمة الإسبانية ارتفع إلى 153 قتيلا. و الطائرة مملوكة لشركة «سبانير» و كانت متوجهة إلى لاس بالماس في جزر الكناري وعلى متنها 172 راكب منهم عشرة من افراد الطاقم وقد اصطدمت بأرضية المدرج عند الإقلاع. لكن رغم العثور على الصندوقين الأسودين لم يعرف بعد سبب الحادث الذي شطر الطائرة نصفين كما يبدو وتسبب في حريق. وحسب مسؤول بهيئة عمليات الإغاثة رفض كشف هويته لم ينج من الحادث إلا 19 شخصا بينهم طفلان. وذكرت مصادر إن الحديث يجري عن خلل في أحد جناحي الطائرة التي انشطرت نصفين بعد ارتفاعها ب140 متر فقط ثم انفجرت وقذفت بأشلاء الجثث على مسافة 500 متر. وبحسب وزيرة البنى التحتية الاسبانية مغدالينا الفاريث فان الطائرة بدأت بالاقلاع وارتفعت عجلاتها الامامية عن الارض لكن لا يزال يجب التحقق ما اذا كان الامر نفسه ينطبق على عجلاتها الخلفية. ومن جهتها قالت وسائل الاعلام الاسبانية في تلك اللحظة اشتعلت النيران بالمحرك الايسر للطائرة التي فقدت التوازن وانحرفت الى يمين المدرج قبل ان تتفكك جراء الصدمة وتندلع فيها النيران بسرعة. ويرى بعض الخبراء ان حريق المحرك ليس سببا كافيا لتفسير الحادث وقد تكون هناك اسباب اخرى تفسر الكارثة، لانه كان يفترض بالطائرة في الاحوال العادية ان تنحرف في مثل هذه الحالة الى اليسار. وتم العثور على الصندوقين الاسودين للطائرة وسيبدا تحليل مضمونهما سريعا لتحديد اسباب الحادث. وقالت الفاريث «يجب اجراء تحقيق معمق» لتحديد المسؤوليات وتجنب «وقوع مثل هذه الحوادث مجددا». واوضحت ان الطائرة كانت بدأت مرحلة الاقلاع الاولى قبل ان تعود لتسوية مشكلة تقنية غير محددة قد تكون مرتبطة بالمحرك الذي اندلعت فيه النيران. وبحسب وسائل الاعلام الاسبانية فان الطيار قد يكون طلب في وقت سابق اصلاح مؤشر قياس الحرارة الخارجية الذي كان معطلا. من جهتها قالت وزيرة الدولة الاسبانية للاتصالات نييفيس غويكويتشيا «ليس هناك من شك ان واقع الامر هو حادث» مستبعدة فرضية العمل الارهابي في وقت تواصل فيه حركة ايتا الانفصالية الباسكية اعتداءاتها في اسبانيا. وقطع رئيس وزراء إسبانيا خوسيه لويس رودريغز ثاباتيرو إجازته وانتقل إلى باراخاس واجتمع مع وزيري الداخلية والأشغال العامة في خلية أزمة احتضنتها إحدى قاعات المطار الذي ظل مفتوحا أمام حركة الطيران. ووجه جلالة الملك محمد السادس برقيتي تعزية الى العاهل الاسباني الملك خوان كارلوس ورئيس الحكومة خوسيه لويس رودريغيز ثاباتير حيث أكد جلالته انه «تلقى ببالغ التأثر وعميق الأسى نبأ هذه الكارثة الجوية». وأعرب عن تعازيه الصادقة للعاهل الاسباني وعن «مشاعر التضامن مع أسر الضحايا وكافة الشعب الاسباني الصديق». و بدأ المحققون أمس الخميس العمل لتحديد ملابسات حادث تحطم الطائرة الذي اعتبر اسوأ كارثة جوية في البلاد منذ عقود.