حل يوم الاثنين بمدينة برشلونة حوالي ثلاثين مواطنا مغربيا يقيمون بكاطالونيا كانوا على متن الحافلة التي تعرضت يوم الأحد لحادثة سير ببلدة أوروبيسا ديل مار بالقرب من مدينة بلنسية (شرق إسبانيا). وكان بعض هؤلاء المواطنين قد قضوا ليلتهم في فنادق المنطقة , في حين ظل آخرون في مراكز استشفائية من أجل تلقي الإسعافات الضرورية. وتجدر الإشارة إلى أن نظام الإسعاف الطبي بكاطالونيا وضع نظاما للمساعدة بمحطة الوصول ببرشلونة لفائدة أسر وأقارب ضحايا حادثة السير التي خلفت مصرع ستة مواطنين مغاربة وإسبانيين اثنين وإصابة العديد من الأشخاص بجروح متفاوتة الخطورة. وكان ركاب الحافلة الذين نجوا من هذه الحادثة المؤلمة قد غادورا مدينة كاستيون (بلنسية) صباح الاثنين على متن حافلتين وضعتهما الحكومة المحلية لبلنسية رهن إشارتهم من أجل التوجه إلى مقار إقامتهم في كل من مدينتي برشلونة وطاراغونة. وكان المواطنون المغاربة متوجهين إلى مقار إقامتهم بالعديد من البلدات الكاطالانية بعد أن قضوا عطلتهم الصيفية بالمغرب. وقد ركبوا الباخرة مساء يوم السبت بميناء الناظور في اتجاه ألميرية حيث كانت تنتظرهم حافلة لنلقهم إلى مقار إقامتهم بكاطالونيا. لكن القدر شاء أن تتوقف حياة ستة منهم بالإضافة إلى مواطنين إسبانين من بينهم سائق الحافلة. وعن أسباب الحادثة المفجعة أعلن مفوض حكومة فالنسيا ريكاردو بيرالتا أن حادث الحافلة الذي أودى بحياة ثمانية ضحايا نجم في ما يبدو عن «انفجار» إحدى عجلات الحافلة التي كانت تقلهم. ونقلت وسائل إعلام إسبانية عن بيرالتو تصريحه أن المؤشرات الأولية تبين أن «انفجار» العجلة كان السبب في فقدان السيطرة على الحافلة التي انقلبت على الجانب الآخر من الطريق السيار. ويذكر أن سفير المغرب بإسبانيا السيد عمر عزيمان قد قام يوم الإثنين بتعليمات سامية من جلالة الملك محمد السادس بزيارة للجرحى الذين يتابعون علاجاتهم بمركزي فالنسيا وكاستلون دي لابلانا الاستشفائيين. وهكذا اطلع السيد عزيمان , الذي كان مرفوقا بالمنسق الوطني لمؤسسة محمد الخامس للتضامن السيد محمد الأزمي والقنصل العام للمغرب بفالنسيا السيد عمار المرس, على الحالة الصحية لبعض الجرحى بالمركزين الاستشفائيين «فيرجين ديل كونسويلو» و» لا في» بفالنسيا. كما زار الدبلوماسي المغربي, الذي كان يرافقه أيضا ممثل الحكومة بفالنسيا السيد ريكاردو بيرالتا, الجرحى المتواجدين بالمستشفيين العمومي والإقليمي لكاستيلون دي لا بلانا حيث التقى عائلات المصابين لينقل لهم مشاعر مواساة جلالة الملك. وأكد السيد عزيمان بهذه المناسبة أن الانشغال الرئيسي للسلطات المغربية هو الوقوف إلى جانب عائلات الضحايا وكذا إلى جانب الجرحى لمساعدتهم والاستجابة لحاجياتهم. وقدم السفير المغربي خلال لقاء صحفي مشترك مع بيرالتا تشكراته للمسؤولين الإسبان على تعبئتهم وعلى الجهود التي بذلوها لإسعاف ضحايا هذا الحادث المفجع. وأكد على الاستعداد الكامل لسفارة المغرب بإسبانيا والمصالح القنصلية للتعاون مع السلطات الإسبانية سواء في ما يتعلق بتتبع الحالة الصحية للجرحى أو في ما يخص نقل جثامين الضحايا. وبمجرد ما علم صاحب الجلالة الملك محمد السادس بالحادث الأليم, أصدر جلالته تعليماته السامية بالتكفل شخصيا بالعلاجات الطبية للجرحى وبتكاليف نقل جثامين الضحايا إلى المغرب. كما بعث جلالته برقيات تعزية لأسر الضحايا وبرقيات مواساة للمصابين. وبعث صاحب الجلالة الملك محمد السادس أيضا برقية تعزية ومواساة لأسرتي مواطنين إسبانيين لقيا مصرعهما في هذا الحادث المأساوي. كما أعطى جلالة الملك تعليماته السامية لسفير المغرب بإسبانيا ولرئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج بالتوجه إلى عين المكان واتخاذ الإجراءات الملائمة من أجل تقديم الدعم والمساعدة الضروريين لعائلات الضحايا والمصابين. من جهتها أعربت الحكومة الكاطالانية ببرشلونة عن أخلص تعازيها عقب وفاة ستة مواطنين مغاربة مقيمين بكاطالونيا في حادثة سير المذكورة . وجاء في بلاغ للحكومة المستقلة لكاطالونيا توصلت وكالة المغرب العربي للأنباء ببرشلونة بنسخة منه أن نائب رئيس الحكومة الكاطالانية جوزيب لويس كارود روبيرا أعرب في اتصال هاتفي مع الهيئة القنصلية المغربية بالعاصمة الكاطالانية عن أخلص تعازي الحكومة الكاطالانية في هذا المصاب الجلل واستعدادها لتقديم جميع أشكال الدعم والمساعدة. وأشار المصدر ذاته إلى أن الحكومة الكاطالانية أجرت صباح يوم الاثنين اتصالات مع الحكومة المستقلة لبلنسية من أجل عرض الدعم والمساعدة الضرورين. وكان المستشار في الحكومة الكاطالانية المكلف بالداخلية (وزير) جوان ساورا مرفوقا بالمستشارة المكلفة بالصحة مارينا جيلي قد اقترحا يوم الأحد على نظيريهما في حكومة بلنسية إقامة تنسيق دائم بينهما. وانطلاقا من الساعات الأولى لوقوع الحادث اتصلت الحكومة الكاطالانية مع نظيرتها ببلنسية من أجل الاطلاع على جميع التفاصيل المرتبطة بهذا الحادث المؤلم وتقديم الدعم اللازم للسلطات المحلية ولضحايا الحادث على اعتبار أن جميع ركاب الحافلة كانوا متوجيهن إلى مقر إقامتهم بالعديد من المدن الكاطالانية. وأوضحت الحكومة الكاطالانية التي عبرت عن أملها في الشفاء العاجل للمصابين في هذا الحادث الأليم والبالغ عددهم11 شخصا أن نظام الإسعاف الطبي بكاطالونيا وضع نظاما للمساعدة بمحطة الوصول ببرشلونة لفائدة أسر وأقارب الضحايا. وتعتبر حادثة السير هذه الأخطر من نوعها بإسبانيا منذ نهاية شهر أبريل المنصرم, بعد حادثة مشابهة أودت بحياة تسعة فنلنديين غير بعيد عن مدينة مالقة (جنوب).