أصدرت المحكمة الابتدائية (القطب الجنحي) حكما نافذا ب25 سنة حبسا نافذا في حق كل من يوسف ب، البالغ من العمر 26 سنة وهشام. ل البالغ 28 سنة، ووديع. ب البالغ من العمر 25 سنة بتهمة الاغتصاب والقتل العمد والتمثيل بالجثة والسكر العلني. وينتمي هؤلاء الشباب للطبقة المتوسطة، وهم حاصلون على شهادات التكوين المهني، جمعتهم الدراسة، لتتحول علاقة الزمالة إلى صداقة تفوق الأخوة. وأصبح من المألوف لدى أسرهم جميعا أن يتبادلوا الزيارات والمبيت عند بعضهم البعض، حيث أن سلوكهم المعتدل كان يوحي باطمئنان لدى العائلات مما يزيد ثقتهم بأبنائهم ويحيلهم إلى عدم اتباع خطواتهم أو السؤال المستمر عنهم. تعرّف يوسف ب، على فتاة تبلغ من العمر 21 سنة، تسكن بنفس الحي الذي يقطن به لتتطور علاقتهما بسرعة وتصبح ثقة الفتاة به ثقة عمياء. وأثناء غياب عائلة هشام لمدة أسبوع قصد الاستجمام، طلب يوسف من صديقه بأن يجلب صديقته للمنزل، فوافق هشام بسرعة ودون تردد كمحاولة لإسداء معروف لصديقه. حدد يوسف موعدا مع الفتاة للتوجه إلى إحدى العمارات بحي «بوركون»، التي ستتحول إحدى شققها فيما بعد إلى مسرح الجريمة، حيث حاول يوسف إقامة علاقة حميمية مع الفتاة التي رفضت وبشدة كل من هشام ووديع ليعملا على إفزاغها وإرغامها على أن تقوم بمعاشرتهم جميعا، واستمر الصد من طرف الفتاة وبدأ السلوك العدواني للشباب يحتد ويصل من مجرد عنف لفظي إلى الضرب المبرح حتى أفقدوها الوعي، ليتم بذلك اغتصابها جماعيا مما سيحدث برحمها نزيفا حادا سيودي بحياتها. استمر الشبان الثلاثة بالتهكم والاستهزاء منها ومحاولة إيقاظها لكن دون جدوى وبعد خروج كميات هائلة من الدماء اكتشفوا أنها توفيت، وأن عليهم التخلص من جثتها. خيم الليل بظلامه الدامس على الحي، فقرر الشبان سحب الجثة التي تساقطت منها قطرات الدماء بسلم العمارة، وفي عجلة منهم، لم ينتبهوا للأمر، فبعدما رموا بالجثة قرب البحر وعادوا ليسهروا بإحدى الحانات القريبة هناك. وإثر هبوطهم عبر السلم لاحظت إحدى الجارات المشهد الذي أثار حفيظتها وقامت بتبليغ الشرطة وقامت هذه الأخيرة في نفس اللحظة بأخذ عينات الدم المتناثرة في أركان الدرج ويتم اعتقالهم وهم في حالة سكر، وتبدأ التحقيقات معهم وتكشف باقي الأحداث ليواجه الثلاثة نفس العقوبة.