واصل الرياضيون المغاربة خروجهم من الأدوار الأولى لعدد من المسابقات في الدورة 29 للألعاب الأولمبية بيكين 2008 وشكل الملاكمون الثلاثة إدريس مساعد وهشام المصباحي ومحمد العرجاوي الاستثناء عندما تفوق الأول على منافسه الاسترالي كيدتود بالنقط ونجح الثاني في إزاحة خصمه الكولومبي جوناطان في وزن 54 كلغ لتتوقف عجلته أمام الكوبي الذي استعرض عضلاته في نزال كان فيه الأقوى أما أمل القفاز المغربي العرجاوي فقد اضطر الى مغادرة الأولمبياد بعد انهزامه في دور الربع أول أمس أمام الأمريكي ويليدير بقرار من التحكيم بعدما انتهى النزال بالتعادل. وتقاسم مساعد خيبة الأمل في الصعود الى منصة التتويج مع سبعة ملاعبين مغاربة آخرين لم يكونوا بدورهم في مستوى الحدث وأزيحوا من الدور الأول ليخرج القفاز المغربي بخفي حنين من هذه المسابقة العالمية. وتهاوى حلم لاعبي الجيدو المغاربة الأربعة في هذه الدورة بخروج كل من يونس أحمدي ورشيد الركيك ومحمد العسري وأخيرا عطاف صفوان الذي كان أمل المغرب لتجربته لإنقاذ ماء الوجه، ونفس الشيء ينطبق على السباحة الوطنية الممثلة في بيكين بالبطلة سارة البكري التي لم تقو على مجاراة نظيراتها في اللعبة لتغادر الدور الأول لمسافتي 100 و 200 متر سباحة على الصدر. وانكسر سلاح المبارزة الشيش عندما خرج البطلان عصام الرامي وعلي الحسين كزافيي من المنافسة بعد فشلهما في الوصول الى البوديوم لتظل المسايفة المغربية مرتدية جلباب التواضع في انتظار من يأخذ بيدها ويخرجها إلى بر الأمان، فحتى ألعاب القوى المغربية التي علق عليها الجميع الآمال في إهداء المغرب ميداليات سيما بعد بروز نقط الضوء في تأهل العداءة حسناء بنحسي إلى النهاية في مسافة 800 متر وعبد القادر حشلاف الذي حجز بطاقة المرور الى الدور النهائي في مسافة 3000 متر فإن العدائين الآخرين تساقطوا يوم الأحد الأخير كأوراق الخريف في مقدمتهم حميد الزين وإبراهيم الطالب في مسافة 3000 متر موانع وامحمد الهاشمي وفليل عبد الله في سباق 10000 متر لعدم قدرتهما على مجاراة إيقاع السباق الذي كان مرتفعا جدا في حين تمكن العداء المغربي عبد العاطي إيكيدير المختص في سباق 1500 متر من حجز تذكرة المرور الى النهاية بعد احتلاله الصف الثاني فيما تعثر زميله محمد المستاوي باحتلاله الصف العاشر ليكون مآله الإقصاء من هذه المنافسة العالمية . هذه السلسلة من الإخفاقات التي منيت بها الرياضة الوطنية في دورة بيكين تؤكد بالملموس أنها تعيش خللا كبيرا على مستوى التسيير داخل الجامعات الممثلة لهذه الأنواع الرياضية وهذا ليس بعجيب أو غريب ولكن العيب كل العيب هو أن يبقى الإخفاق لصيقا بهذه الرياضة نتيجة وجود جامعات مشلولة بكل ما تحمله الكلمة من معنى بل يظل هاجس بعض المسؤولين على الشأن الرياضي بالبلاد هو تحقيق أغراض شخصية على حساب الرياضة الوطنية المغلوبة على أمرها فكيف يعقل أن عدد المرافقين للوفد المغربي يبلغ 43 فردا علما أن المغرب يشارك ب 47 نوع رياضي والأنكى من ذلك أن أعضاء تنقلوا إلى بيكين على حساب اللجنة الأولمبية رغم أن الرياضات التي يمثلونها لم تحقق التأهل للنهائيات. دورة بيكين عرت المستور ونشرت غسيلنا المتعفن وفضحت القائمين على الشأن الرياضي بالبلاد من خلال المشاركة الباهتة التي ظهر بها الأبطال المغاربة في النسخة 29 من أولمبياد بيكين أمام العالم وهي مسؤولية تقع على عاتق أصحاب الشأن بالقطاع الرياضي بالمغرب. فالرياضة تكوين مستمر ومعسكرات متتالية وفتح مدارس للتكوين حتى يتم تحضير الخلف القادر على حمل المشغل في المستقبل، ولنا في هذا عدة أدلة قاطعة لا مجال لسردها وإنجازات أبطالها تتحدث عنها في الأولمبياد بكل وضوح. وما عدا هذا فلن ننتظر أكثر مما حصل عليه أبطالنا... لأنهم لم يقوموا إلا بما قدرهم عليه الله ... والله غالب. عبد الإلاه شهبون