* بقلم // محمد بلفتوح … أقف مشدوها لدرجة الإنبهار وأنا اصطدم بردهات قاعات الجلسات بقضايا لم تكن محاكمنا تعرفها من قبل، والمتعلقة بالخصومات الزوجية التي تنتقل من داخل البيوت إلى مخافر الشرطة ثم المحاكم للفصل فيها، ومن باب فضولي الصحفي حاولت التقرب إلى طبيعة هذه الخلافات فلمست أن أغلبها يتعلق بالعنف المتبادل بين طرفي المعادلة، أي الزوجة والزوج لأسباب عديدة مما يترتب عنه الشتم والسب في أغلب الأحيان وفي بعض الحالات الضرب المتبادل بشكل علني وغير مسبوق داخل فضاء البيت أو مقرات عمل أحد الطرفين أو الشارع العام. على أن الأغرب من كل هذا هو أن ما نحن بصدد الحديث عنه حسب العارفين بخبايا الأمور بهذه المحاكم تتدخل فيه عمليات فبركة من الطرفين وكل طرف منهما يعزز موقفه أمام المحكمة بشهادة طبية وبشهود إثبات بهدف توريط الآخر، لإيصاله السجن للحد من غطرسته وتكسير كبريائه ووضع حد لسيطرته داخل البيت. والغريب أن كل مايحدث لايضع في الإعتبار الأبناء الذين هم في الأول والأخير ضحية هذا الوضع المؤسف الذي يضرب في العمق كرامة الأسرة التي حاد الكثير ممن نتحدث عنهم عن تعاليم ديننا الحنيف الذي يوصي بالمودة والرحمة بين الزوجين والتي غيبتها سلوكات مخالفة في زمن طغت فيه المادة عن مفهوم الحب والوئام والتعايش بعد أن أصبحت هذه الأخيرة في رأي هذه الفئات من المتقاضين أمام المحاكم هي سلطة القرار داخل البيت بعيداً عن الحوار والإقناع. وأمام هذا الوضع الآخذ في التصاعد والذي تغذية عقلية العناد والتحدي أتساءل أين نحن من زمن آبائنا وأجدادنا الذين كان من العار أن يسمع على زيجة أيامهم وخلافاتها ووصولها للجيران الأقرب أو داخل الفضاء العائلي الكبير فبالأحرى مخافر الشرطة وقاعات المحاكم. رحم الله هؤلاء الحكماء الذين ربونا على المودة والرحمة وحسن المعاشرة، لن أقول في الأخير إنه زمن المسخ بقدر ما أقول بأنه زمن المصالح التي نسفت كل ما هو معقول حتى داخل الأسرة الصغيرة.