ترأس الأخ الدكتور عبدالواحد الفاسي عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال ومنسق جهة الدارالبيضاء حفلا تأبينيا بمناسبة اربعينية المجاهد الحاج عمرو شفيق أحد رجالات العمل الوطني في ظروف دقيقة من تاريخ المغرب الحديث ونظم هذا الحفل بالمركب الثقافي الحي المحمدي من طرف مفتشية الحزب بعين السبع الحي المحمدي والكتابة الاقليمية للاتحاد العام للشغالين بالدارالبيضاء بتنسيق مع أسرة الفقيد ومشاركة وفد هام من رجال المقاومة وحضور مفتشي الحزب بالولاية وأعداد هامة من المناضلين في صفوف الحزب والاتحاد العام للشغالين والمرأة الاستقلالية والشبيبة وغيرها من أجهزة الحزب وقد افتتح الحفل بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم والوصلات والأمداح والسماع ثم بكلمة للأخ مفتش الحزب بالمنطقة الحاج مصطفى عكيدي حيى في مستهلها كل من ساهم في إحياء هذه الذكرى بالتنظيم أو بالحضور مؤكدا أن الفقيد كان قدوة في فعله وعمله مما خلف انطباعا حسنا لدى كل من رفقوه في درب الكفاح وعلى امتداد عقود من الزمن عرف فيها الرجل بمواقفه الثابتة ونكرانية ذاته وصموده سواء عند تأسيس النواة التي فجرت أحداث 8 دجنبر 1952 بالمساهمة في تنظيم الإضراب العام لمساندة تونس إثر اغتيال الشهيد النقابي فرحات حشاد من طرف السلطات الاستعمارية أو عند تأسيس العمل النقابي بالمغرب أو عند حركات التصحيح التي عرفها مسار العمل النقابي بالمغرب فكان نعم المناضل ونعم المسؤول تكونت أجيال على يده في مختلف المواقع التي اشتغل فيها وركز الأخ المفتش عن علاقات المرحوم بما كان يسمى بكريان سنطرال ثم الحي المحمدي حيث ارتبط اسمه بكل عمل نضالي في واجهات مختلفة على المستوى السياسي والنقابي والانتخابي فكانت له عدة إنجازات يشهد له بها الجميع وأكد أن الفقيد كان عفيفا متواضعا سموحا ومربيا متميزا. وبعد عرض مصور جسد حياة الفقيد في أبعادها الاجتماعية والثقافية والكفاحية سواء داخل الحزب أو في صفوف المقاومة مرفوقا بقراءة متأنية حول مسيرة الفقيد، في المجالات التي اشتغل فيها تميز الحفل التأبيني بكلمة للأخ عبد الواحد الفاسي أكد في مستهلها أن هذا الحفل يعتبر بحق وقفة وفاء وإخلاص واعتراف بالجميل لرجل وقف حياته من أجل خدمة وطنه في صمت حيث كانت إنجازاته في العمل الوطني سواء في الحزب أو النقابة أو في خلايا المقاومة لا يصرح بها وإذا أردت أن تعرف شيئا عن الفقيد فيجب أن تحصل عليه من الآخرين لأن الفقيد كان يرفض الحديث عن نفسه على غرار رجالات الحركة الوطنية من جيل الرواد، تحمل عدة مسؤوليات بتواضع فكان دائماً وفياً مخلصاً قنوعاً.. بل كان شخصا نادراً يتمتع بخصال الوطنيين الكبار وكان رحمه الله لا يرضى بنتائج مهامه إلا إذا اقتربت من الكمال وتحدث عن اهتمامه بوطنه وحزبه حتى وهو على فراش الموت كان يسأل عن نتائج المؤتمر العام وعن رفاقه في الكفاح، وشخص مثل الحاج عمرو شفيق عملة ناذرة ضاع فيها الحزب عموما والدار البيضاء على الخصوص إنا لله وإنا إليه راجعون. بعد ذلك ألقى كلمة المقاومة بالمناسبة الأخ الحاج عباس الذي أكد أن الشعار الخالد لحزب الاستقلال «مواطنون أحرار في وطن حر» لم يتحقق من عبث بل جاء بفضل تضحيات مجاهدين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل الاستقلال وكرامة المواطنين في إطار خلايا حزب الاستقلال وتوجيهات زعمائه ومن هؤلاء الفقيد الحاج عمرو شفيق الذي كان حاضرا في مختلف محطات الكفاح الوطني بالحي المحمدي وغيره من أجل تحرير البلاد ورجوع رمز الوحدة المغفور له محمد الخامس رحمه الله وذكر بالمواقف والنضالات والكفاحات التي خاضها المرحوم بجانب مجموعة من الأسماء التي بصمت تاريخ المقاومة بالقلعة الصامدة كريان سنطرال وقد عرف رحمه الله بغيرته وتعففه ورزانته وحكمته وسداد رأيه واستعداده دائما للتضحية مهما كلفت هذه التضحية. كانت له اتصالات واسعة على مستوى الدار البيضاء أيام الكفاح الوطني بحيث كان على اتصال بأعضاء المنظمة السرية للمقاومة التي أسسها حزب الاستقلال وكان وطيد الاتصال بالمقاومين محمد بنعلة ومحمد فراق والحاج أحمد نيلي ومحمد النيا والحاج عباس والشهيد لغنيمي ويرجع له الفضل في انضمام بعضهم، كما كانت له اتصالات مكثفة مع المجاهد بوشتى الجامعي والحاج عمر هاشمي والحاج بوعزة مقبول وعبد القادر الصحراوي ومحمد سفيران والحاج بوشعيب سفيران وغيرهم من المقاومين الذين أبلوا البلاء الحسن في العمل الوطني خلال ظروف المحنة وذكر ببعض العمليات الفدائية التي شارك فيها، كما تحدث عن اهتمامه بالعمل الرياضي كإطار لتأطير المواطنين وإشراكهم في العمل الوطني فكان من بين المؤسسين الأوائل لفريق الاتحاد البيضاوي بجانب الحاج عبد السلام بناني. كما يرجع للفقيد الفضل في تأسيس التعاونية الاستهلاكية المحمدية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالحي المحمدي سنة 1984. تحدث الأخ المصطفى نشيط الكاتب الجهوي للاتحاد العام للشغالين بدوره على الفقيد وتضحياته الجسام ونضالاته من أجل استقلال المغرب ونهضته وما قدمه من نضالات مما يجعله حاضراً دائما حتى بعد مماته في ذاكرة الأجيال التي عرفته خصوصاً في العمل النقابي الذي كان الفقيد بحق أحد مؤسسيه ومؤطريه. مضيفاً أن الفقيد انخرط منذ شبابه في صفوف النقابة والحزب وتحلى بصفات أخلاقية عالية وتحمل مسؤوليات وازنة في ظروف دقيقة فساهم في تأسيس العمل النقابي بالمغرب وبنائه وتصحيحه بكل إيمان وصمود ودافع على الطبقة العاملة في مختلف مراحل كفاحها فكان خير السند وخير مدافع مضيفاً ان الاتحاد العام للشغالين بالمغرب سيظل وفيا لروح الحاج عمرو شفيق ولعطاءاته مخلصاً للمبادئ التي تحلى بها هذا الرجل الكبير. اختتم هذا الحفل التأبيني بكلمتين مؤثرتين الأولى للأخت ربيعة شفيق ابنة الفقيد ألقتها باسم أسرته والثانية باسم ابنه العربي شفيق. وأكدت الكلمتان على شكر كل من ساهم في هذا الحفل من منظمين وحضور وأن حياة الفقيد كانت مليئة بالعطاءات والتضحيات سواء في إطارها العائلي الضيق أو في إطارها العام حيث كان الحاج عمرو شفيق آبا لكل من عاشره رجلا امتهن الصبر واحترف الكتمان يعالج الأمور بأسلوب متحضر لايندفع أبداً يعتبر العمل عبادة والنزاهة والاستقامة من القيم الإنسانية النبيلة وقد عمق رحمه الله في أسرته روح الاعتماد على النفس وأكد ابنه العربي افتخاره واعتزازه لأنه من صلب هذا الرجل ويحمل اسمه لأنه رباه تربية حسنة ووضعه في الطريق الصحيح وأكد أنه سيظل مخلصاً لمبادئ هذا الرجل وفيا لها وبيته سيظل مفتوحاً كما كان قيد حياته. وأكدت الكلمتان معاني الشكر والامتنان للمنظمين والحضور.