أدان المجتمع الدولي بوضوح انقلاب الذي قاده عسكريون ضد الرئيس الموريتاني المنتخب يوم الاربعاء المنصرم فقد أعربت الأممالمتحدة عن «أسفها العميق للإطاحة بحكومة الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله». ودعا الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون إلى «احترام دولة القانون وإعادة النظام الدستوري فورا في هذا البلد».وأعربت جامعة الدول العربية عن قلقها البالغ ازاء تطورات الأحداث مطالبة ب»الحفاظ على مسيرة الديمقراطية فيها»، ودعت في بيان الى « حل المشاكل القائمة بين مختلف الأطراف لتحقيق الوفاق الوطنى فى إطار الحوار بين مختلف القوى ومن خلال المؤسسات الديمقراطية فى موريتانيا» . وأشار البيان الى أن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى يتابع بقلق بالغ تطورات الأوضاع فى موريتانيا والأنباء الخاصة بوقوع انقلاب عسكرى واعتقال الرئيس سيدى محمد ولد الشيخ عبد الله وعدد من المسؤولين الموريتانيين . وأعرب موسى وفق البيان عن تخوفه من تداعيات هذه التطورات وتأثيراتها لافتا الى أمله « ألا تشكل تراجعا عن مسار العملية الديمقراطية التى شهدتها مؤخرا خلال الفترة الماضية وحظيت بتقدير دولى بما فى ذلك الجامعة العربية» . وأكد البيان على حرص الجامعة على استقرار موريتانيا مطالبا باحترام المكاسب الديمقراطية التى حققتها ودعا الى حل المشاكل السياسية فى اطار من الحوار الديمقراطى والوفاق الوطنى واحترام المؤسسات الدستورية وارادة الشعب الموريتانى . أما الرئيس التونسي زين العابدين بن علي والرئيس الليبي معمر القذافي فقد اتتفقا على تكليف الامين العام لاتحاد دول المغرب العربي الحبيب بن يحيى بالتوجه الى موريتانيا لمتابعة التطورات الاخيرة هناك. ونقلت وكالة تونس افريقيا للانباء عن الناطق الرسمي باسم الرئاسة التونسية قوله ان الرئيس بن علي والرئيس القذافي اتفقا خلال جولة مباحثاث ثالثة هنا اليوم على تكليف بن يحيى بالتوجه الى موريتانيا لمتابعة التطورات هناك. واشارت الى ان التطورات الاخيرة التي شهدتها موريتانيا استأثرت باهتمام قائدي البلدين اللذين اعربا عن انشغالهما بما الت اليه الاوضاع هناك. بدوره، أعرب أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين أوغلي عن قلقه إزاء الانقلاب العسكري الذي شهدته موريتانيا واحتجاز الرئيس ورئيس الوزراء من قبل ضباط الجيش. وعبر أوغلي في بيان صحافي أصدره عن شعوره بالاستياء الكبير إزاء هذا الحدث «خصوصا أن موريتانيا حققت تطورات نموذجية في اتجاه ترسيخ الديمقراطية وسيادة القانون في البلاد بدعم القوات المسلحة التي لعبت دورا ايجابيا وواضحا». وذكر انه كان يتمنى أن تتم معالجة جميع المسائل المرتبطة بالعملية السياسية في البلاد في إطار المبادئ الديمقراطية وسيادة القانون مشيرا في هذا الصدد إلى أن الموريتانيين والمجتمع الدولي كما هو الحال بالنسبة لمنظمة المؤتمر الإسلامي قد استثمروا الكثير في المشروع الديمقراطي في موريتانيا. وأعرب عن أمله بان تواصل القوات المسلحة أداء دورها الايجابي لدعم المسار الديمقراطي داعيا إلى إعادة العملية الديمقراطية إلى مسارها في اقرب وقت ممكن بما في ذلك الإفراج الفوري عن أعضاء الحكومة المعتقلين. ادانة غربية للانقلاب و في رد فعل أميركي، نددت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس بالانقلاب وطالبت باطلاق سراح الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله ورئيس الوزراء. واكدت رايس في بيان «ان الولاياتالمتحدة تندد بقلب العسكريين الموريتانيين الحكومة المنتخبة ديموقراطيا وترحب باعلان الاتحاد الافريقي والاتحاد الاوروبي ادانة الانقلاب». وتابعت «ندعو العسكريين الى الافراج عن الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله ورئيس الوزراء يحيى ولد احمد الواقف وعودة الحكومة الشرعية الدستورية المنتخبة ديموقراطيا على الفور». كذلك، اعربت الحكومة الالمانية قلقها وقالت انه» لا يسمح بوضع التطورات والتقدم في ميدان دولة القانون والديموقراطية ادراج الرياح « . وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية يينس بلويتنار في تصريحات للصحفيين « نحن نراقب الانقلاب العسكري بقلق شديد ونطالب كافة القوى السياسية بايجاد حل سلمي للازمة الداخلية الناجمة عن الانقلاب وضرورة احترام الدستور وعودة المؤسسات والسلطات الديموقراطية الشرعية الى الاداء والعمل وممارسة مهماتها في اقرب وقت ممكن «. ولفت الى ان موريتانيا حققت خلال السنوات الثلاث الماضية وبالرغم من الصعوبات الاقتصادية تقدما ملحوظا لاسيما فيما يتعلق باجراء انتخابات رئاسة وانتخابات برلمانية حرة وعملت على ايجاد ارضية جيدة للديموقراطية مضيفا» لا يسمح ان تذهب هذه الاحرازات مهب الرياح «. وطالب بضرورة تجنب اراقة الدماء في موريتانيا كما اشار الى ان السفارة الالمانية في موريتانيا تجري اتصالات مستمرة مع المواطنين الالمان القليلين المتواجدين في موريتانيا حاليا اما لاغراض تجارية او سياحية و أعلنت فرنسا انها تعارض الاستيلاء على الحكم بالقوة في موريتانيا ..داعية الى احترام سيادة القانون هناك. وقال رومان نادال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية انه من السابق لاوانه توصيف الموقف في موريتانيا اثر استيلاء العسكريين على السلطة ..مشددا على ان بلاده تتابع الموقف في نواكشوط عن كثب. واضاف ان الخارجية الفرنسية اتخذت الاجراءات المناسبة للحفاظ على امن الرعايا الفرنسيين في موريتانيا . كذلك، جاء في بيان صدر في مقر الاتحاد الافريقي في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا «ان الاتحاد الافريقي.. يدين الانقلاب ويطالب بعودة الشرعية الدستورية.» وطالب لوي ميشيل مفوض الاتحاد لشؤون المساعدات باطلاق سراح عبد الله قائلا ان الانقلاب «يجعل سياستنا للتعاون مع موريتانيا قيد المراجعة.» وقالت نيجيريا القوة الاقليمية انها «لن تعترف بأي حكومة لم تأت الى السلطة عبر الوسائل الدستورية.