وجدت دراسات سابقة أن الكافيين قد يوفر وقاية من سرطان الجلد، لكن دراسة جديدة أجريت مؤخرا قد تفسر السبب وراء ذلك، حيث اكتشف الباحثون ما يظنونه آلية ارتباط الكافيين بخفض سرطان الجلد، ويأملون أن يصبح هذا المركب أحد مكونات المراهم الواقية من أشعة الشمس، بحسب هِلث ذي نيوز. أجرى الدراسة فريق بحث من جامعة واشنطن بمدينة سياتل، بقيادة أستاذ طب الجلد بالجامعة الدكتور پول إنغهَيم ونشرت حصيلة نتائجها بدورية مجلة "طب الأمراض الجلدية البحثي". ويعتقد الباحثون أنهم قد توصلوا إلى آلية تفسر ارتباط مادة الكافيين بتراجع سرطان الجلد. ودرس الباحثون تأثير الكافيين على خلايا الجلد البشري بالمختبر، حيث عرضوها للأشعة فوق البنفسجية. ووجدوا أنه في الخلايا التالفة بسببها، قام الكافيين بتعطيل بروتين "ATR-Chk1"، الذي قاد الخلايا التالفة للتدمير الذاتي. لكنهم لم يجدوا للكافيين أثرا على الخلايا غير التالفة. المعلوم أن بروتين "ATR-Chk1" أساسي للخلايا التالفة السريعة النمو، بيد أن الكافيين يستهدف بالتحديد خلايا تالفة قد تصبح خلايا سرطانية. فالكافيين يضاعف عدد الخلايا التالفة التي تموت بشكل طبيعي بعد إعطائها جرعة من الأشعة فوق البنفسجية. هذه هي الآلية البيولوجية التي تفسر مشاهدات العلماء لدى تناول الكافيين بالفم منذ سنوات عديدة. لكن لا ينبغي زيادة كميات مشروبات الكافيين التي يتم تناولها للوقاية من سرطان الجلد. فتأثير زيادة كبيرة من هذه المشروبات لعدة سنوات صغير نسبيا. لكن الأشخاص الذين يفضلون هذه المشروبات سيجدون سببا آخر لتناولها. كذلك اختبر الباحثون وضع الكافيين مباشرة على الجلد، ووجدوا أنه يكبت تفاقم سرطان الجلد بنسبة 72% لدى الفئران، في حين تمضي الدراسات التجريبية على البشر قدما ولكن ببطء. ويؤمل إنتاج مستحضرات كافيين لاستخدمها على الجلد كوقاية من سرطان الجلد. فقد يستخدم الكافيين للواقية من الشمس والتخلص من الخلايا التالفة منعا لتسرطنها، بل وربما من المعقول تماما إضافته إلى مستحضرات الدهون الواقية من أشعة الشمس. من ناحية أخرى، ينصح خبراء طب الجلد بالتحقق من صدقية النتائج قبل أي تطبيقات إكلينيكية أو علاجية. فخلاصة الدراسة أن الكافيين قد يستخدم كمركب مفيد في إزالة الخلايا التالفة جينيا بسبب الأشعة فوق البنفسجية، لمنعها من التكاثر. وهذا قد يساعد على منع تفاقم سرطان الجلد. من المثير أن الكافيين الذي يرتبط عادة بدلالة سلبية قد أظهر إمكانية خفض احتمالات الإصابة بسرطانات الجلد، عدا الميلانوما، في دراسات وبائية متعددة. في المقابل، صرح علماء من مؤسسة سرطان الجلد بأن المؤسسة لا تعتقد بثبوت البرهان على أن الكافيين يخفض مخاطر الإصابة بسرطان الجلد، رغم أن الفكرة بحد ذاتها مثيرة للاهتمام وكانت موضوعا لأبحاث سابقة. وسيستغرق الأمر سنوات من التجارب الواسعة للوقوف على ما إذا كان هذا أسلوبا مجديا في الوقاية من سرطان الجلد. ولم تناقش الدراسة كميات الكافيين الكافية للحصول على فائدة وقائية فعلية. فكثير من الناس يتناولون كميات كبيرة من الكافيين يوميا، ورغم ذلك يصابون بسرطان الجلد. لذلك تبقى الوقاية من أشعة الشمس هي الطريقة الوحيدة المؤكدة للحيلولة دون الإصابة بالسرطان.