تمرير مبالغ مالية باهظة دون تمكين المجلس من الوثائق، وتواطؤ مثير مع بعض الشركات

في دورة هتشكوكية لمجلس الجماعة الحضرية للدار البيضاء

الدار البيضاء: شعيب لفريخ
في ظاهرة مثيرة شهدتها قاعة اجتماعات مجلس المدينة بمقر ولاية الدار البيضاء تمت المصادقة في حوالي الحادية عشرة ليلا من ليلة الخميس /الجمعة على الحساب الإداري للجماعة الحضرية للدار البيضاء برسم سنة 2008 بأغلبية «جزافية» ضئيلة 39 ضد إثنان بعدما اختلطت أصابع بعض المستشارين المصوتين مع أشخاص آخرين كانوا يتابعون الجلسة.
وقد تم إعادة تنظيم جدول الأعمال حوالي التاسعة والنصف ليلا ببرمجة الحساب الإداري في النقطة الثانية عوض الترتيب رقم 14 في جدول الأعمال وذلك لاستخدام تقنية التصويت العددي لتمرير الحساب الإداري بعدما شهدت الجلسة انسحابات بسبب عدم وجود وثائق محاسبية مفصلة تهم الصفقات وكذا التدبير المفوض للماء والكهرباء والنقل، إلى غير ذلك، وهي وثائق لم يتسلمها المستشارون كما جرت بذلك العادة في دورات أخرى.
كما شهدت الدورة «تمرد» عدد من المستشارين الذين كانوا محسوبين على «آلة التصويت العددية» وقد قال أحدهم لعمدة الدار البيضاء إن السكان هم الذين انتخبوك وانتخبونا أيضا فكيف يعقل أن تدعم «شركة ليديك» التي قهرت المواطنين والتي تعتبر من أكبر النقط السوداء بالمدينة وتتخلى عن مصالح المواطنين وحاجياتهم البسيطة؛ في حين قال آخر للعمدة كيف يتم السكوت عن ممارسات شركة وقوف السيارات وهي تغتصب يوميا عبر (الصابو) سياراتنا كمستشارين وكذا سيارات المواطنين.
ومن بين الانتقادات التي تم توجيهها لعمدة الدار البيضاء صرفه 4 مليون درهم بالنسبة لإجراء خبرة محاسبية حول شركة ليديك في حين أخذ العمدة الملف وأبعده عن المستشارين. فما الفائدة يقول أحد المستشارين من صرف مبالغ مالية مهمة عن خبرة والمجلس لايعرف أي شيء عن «صندوق الأشغال» التابع لشركة ليديك ولم نعرف أي شيء كذلك عن نتائج الخبرة. فإذا كان قد تم توقيع اتفاق مع شركة ليديك فهو شيء لايعني عدم المتابعة ومعرفة الحقائق يضيف نفس المستشار.
كما وجهت انتقادات لعمدة الدار البيضاء بشأن شركة مدينا بيس التي لم يقم المكتب المسير للجماعة بإجبارها على التراجع عن الزيادات في سعر التذاكر رغم تخفيض سعر الكازوال.
وتنبغي الاشارة إلى أن الجلسة التي كان من المفروض أن تبتدئ في الساعة 9 صباحا لم تنطلق إلا حوالي الساعة 11 صباحا والتي ابتدأت بعدة نقط نظام، وقد تم استئناف الجلسة مرة أخرى حوالي الرابعة بعد الزوال لتستمر في مناقشة النقطة الأولى من جدول الأعمال إلى غاية التاسعة والنصف ليلا، ليتم بعد ذلك الشروع في مناقشة الحساب الإداري والتصويت عليه وهو ماتم كما سبقت إليه الإشارة آنفا.
وقد تضمن جدول أعمال هذه الدورة 15 نقطة:
- عرض عن منجزات الجماعة. - الدراسة والمصادقة على إعلان المنفعة العامة لمشروع الخط الأول للترامواي.
- الدراسة والمصادقة على اتفاقية الشراكة من أجل منح تدبير واستغلال منشآت الإنارة العمومية بليساسفة، سيدي معروف، أهل لغلام، والمحاور الرئيسية للمكتب الوطني للكهرباء. - الدراسة والمصادقة على تصفيفات بعض الطرق. - الدراسة والمصادقة على مبادلة عقارية بين الجماعة ومؤسسة العمران - الدراسة والمصادقة على الترخيص لشركة ليديك قصد اقتناء عقار في ملك الدولة الخاص ذو الرسم العقاري عدد 14157س لانجاز محطة للضخ بعين الذئاب. - الدراسة والمصادقة على طلب شركة ليديك حول التخلي عن اقتناء قطعة أرضية تابعة للرسم العقاري عدد 25454 د.
- الدراسة والمصادقة على طلب صندوق الضمان الاجتماعي لإنشاء أكشاك خدماتية عبر تراب الدار البيضاء.
- الدراسة والمصادقة على تعديلات بالقرار الجبائي الجماعي. - تحيين المقرر الجماعي المتعلق بإطلاق اسم المرحوم المعطي بوعبيد على شارع الحزام الكبير. - الدراسة والمصادقة على إعادة تخصيص بعض الإعتمادات. - الدراسة والمصادقة على تحويلات بالميزانية - الدراسة والمصادقة على الحساب الاداري برسم سنة 2008. - الدراسة والمصادقة على برمجة الفائض المالي.
كما تنبغي الإشارة كذلك إلى أن الفريق الاستقلالي أثار ضمن نقطة نظام عدم قانونية هذه الدورة من الناحية المسطرية باعتبار أن دورة فبراير لم تنعقد أساسا لعدم اكتمال النصاب، إضافة إلى رفض الحساب الإداري لعدم توفر الوثائق المالية.