نظمت الملحقة الإقليمية للثقافة بالعرائش، بتعاون مع المركز الثقافي بالقصر الكبير، لقاءا زجليا تحت شعار : " القصيدة الزجلية في ضيافة القصر الكبير " وذلك يوم الجمعة 22 أبريل 2011 ابتداءا من الساعة السادسة مساء ، بمشاركة ثلة من الزجالين المغاربة المنتمين لإقليم العرائش، وجهة طنجة تطوان ، وهكذا تناوب على منبر اللقاء كل من الشعراء الزجالين : عبد الرحمان الجباري، بوغالب العسري، عبد السلام الكليعي، محمد الباكي، المفضل الياموني، عواطف التمسماني، ادريس المريني، محمد السرغيني، طارق الشرقاوي ،احمد احمانو، ابراهيم الرامي، مصطفى البحيري وآخرون . وقد تتبع الجمهور الذي ملأ فضاء المركز الثقافي البلدي فقرات البرنامج باهتمام بالغ،، حيث وقف على تجارب مختلفة، تتوحد تيماتها حول ذلك الارتباط العميق بالوطن، واعتباره الملاذ الآمن، مع تسجيل مد وجزر تلك العلاقة التي تشدنا إلى حضنه، والرافضة للانسياق مع الجموع والإذعان للخضوع . لقد استطاع الزجالون الانتقال بنا بين اللحظات التي يؤخذون من خلالها في زوبعة مفضية للبوح عبر الارتباط بالمكان، كما هو الحال عند الزجال عبد الرحمان الجباري في قصيدتيه : مولاي علي بوغالب ،، واعلاش محنوك آعروشة ؟؟؟ . وكان للتحولات الاجتماعية التي تمر بها بلادنا حضورها في اعمال المشاركين، يقول الشاعر الزجال ادريس المريني في إشارة إلى الوطن: " رحموه يا قلوب الحجر وحنوا علي واعليه ". ويقول بوغالب العسري مخاطبا أمه: " الولد اللي ربيتي اطلع للريح اشبيه " أما عبد الرحمان الجباري فيقول : " الشعب المعضوض قادر ينوض " " كيف تحشم من اللي يشعل النار ف حجرك ؟" استفهام للزجال احمد احمانو يحمل أكثر من دلالة ،ويدعو لعدم الخنوع الذي اصبح ظاهرة عربية يقول المشارك ابراهيم الرامي: الحكرة ف العرب سرات ،،واش ينفع السكات ؟؟ انه تساؤل ملتهب آخر . وعلى العموم فقد لامس المشاركون المشترك اليومي للمواطنين ،وما يشعرون به من إقصاء وتهميش، وغلاء،، و كل ذلك لم يمنعهم من التمسك بالأمل : " امتى الغمامة تغيب وامدينتي تهضر ؟؟" ( عواطف التمسماني ). وإذا كان بعض المشاركين قد اختاروا الجملة الزجلية المباشرة ،والتي لا تحتاج للكثير من التتبع لاستلهام أبعادها ،، فان الزجال المغربي المفضل الياموني اختار الطريق الصعب بمشاركته : الحلامة ف الما ،، و عروق الما ،، حيث توفق في طرح معاناة الكتابة المبدعة ! ! من جانب آخر شارك الزجال الغنائي الأستاذ محمد السرغيني بقصائد رثى فيها الأرض،، وغرد للأيام ،، وباح بوجدانه " وابدات الحمرة تطلع كمرة جميلة فينا " . أما المشارك مصطفى البحيري فقد كانت مقهاه مليئة بالمشاهد اليومية ذات المفارقات المضحكة المبكية، والتي استطاعت انتشال الحاضرين إلى عوالم المرح اللاذع . مفاجأة سارة تلك التي أعلن عنها منشط الجلسة الإبداعية الزجلية باقتدار كبير، الشاب محمد أكرم الغرباوي، عن تنظيم المهرجان الأول للزجل بمدينة القصر الكبير، وسط ترحيب جمهور من المبدعين والمثقفين والحقوقين: ومدير ملحقة وزارة الثقافة بالعرائش، ومديرة المركز الثقافي بالمدينة ،والمسؤول عن السلطة الترابية بها .