يعبر التيه َ محمّلا بثقل العنب المفضي إلى الكروم .. إلى العنب المعتّق الممنوح لطارق بن زياد .. وهو يمتص زبد البحر الأمامي .. طارق يطرق باب البحر .. ولا يلجه ..يطرق البحر طرقا خفيفا ..ليتخطى هزيع البحر الغاسق ..الحراس كانوا نياما يتوسدون موج البحر.. والبحر يتوسد صفيحة الماء وأحفاد البحر الغاسق إذا وقب من كوة البر المدجج بالعنب والزبيب وبقايا أسوار غرناطة المضيافة . قال وهو يمتطي صهوة البحر والبر معا :" ومن شر غاسق إذا وقب " تعوذ من الشمس كما نتعوذ من الشيطان ..قال : أعرف أن في الأنس برابرة ، هل في الجن كذلك برابرة .. نقطت قرطبة : أجل من الجن برابرة يتعوذون مثلكم من الشمس ومن هجيري وحدائقي الغناء .. ..وهم الآن قيد " التدجين "قالت غرناطة :الأبواب والنوافذ والحدائق والأسوار لي .. وحي " اليهود " هناك على مشارفك .. غفت غرناطة على شدو " قصر الحمراء .. وعلى صوت " ولادة " وبزغ الفجر .. غفت قرطبة على وقع نعل بن زياد وهو ينثر البلح ، ينشره، يجففه على صفائح ماء الحر على مدى البصر .عله يجف ليلد عنبا وزبيبا وأحفادا أترابا ..من صلب عبد الرحمن الداخل وموسى بن نصير ..وبقايا جنون "وإقدام عباس بن فرناس الذي اتخذ الجو رداء فسقط .. قالت : قرطبة : قل ولدانا أترابا يا هذا ثم انزوت إلى باحتها ..تقتات هي الأخرى من طيف الهجير وقيظه .. السفر إلى قيظ الهجير من المتاعب الكبرى السبعة ..والسفر إلى قيظ المواجع مواجع ، هكذا ظل يتوهم ابن الهيثم الضوء من ثقوب البحر وغفوة غرناطة واشبيليا ..وكل المواجع .. وقتها استدركها مواجع وجوامع قول وإثراء موانع في وصلات / زرياب الغنائية .. ووقتها اعتذر زرياب لأستاذه إسحاق الموصلي .. ووقتها بزغت الشمس قبل الفجر ..لتعلن أن العبور مستحيل .. ابن بطوطة ينقل مساءاته المتثاقلة في محاولة لتلطيف الأجواء .. هراوات قوات مكافحة الشغب كانت على الضفة الأخرى من الوادي ترقب سجّل الاعتذارات / زرياب لأستاذه الموصلي ، وابن الهيثم لمن أنار الدرب بعده وهو الذي ولج نفق الأضواء ، وعباس بن فرناس لمن جاء بعده ليحلق في السماء ويمطر الشمس التي لم تعتذر بالقنابل الانشطارية .. ليشق البحر بحرين وليبطل مقولة طارق الشهيرة :" العدو من أمامكم والبحر من ورائكم ." عندها استفاقت غرناطة على صهيل قرطبة وعلى فرح طنجة .. وكل طرف يتهم الآخر بأن المداولة غير مؤسسة .. عصير الأحاجي بين الطرفين تزداد حمرته .. تسحق مساحيق ملكة جمال اسبانيا في عهد فرانكو .. يتسع المكان للتأويل والبحر كذلك ، وهو ما يزال ملّثما بثقل العنب المكبل بالأقاويل .. المفضي إلى الكروم .. يتراشق الطرفان بمناديل من فضة وأخرى من ذهب ، ومروان بن الحكم على الباب واقفا يتفرج .. يقول في قرارة نفسه : العنب في المتاجر والمحاجر والحناجر .. والأرق في المحابر . وفرحي الأزرق يعبر البحر ليفضي إلى الهجير ..وفرح الآخرين على الرفوف ، بالمتاجر .. العنب للأثرياء والزبد للبحر ومداه ، لمده وجزره .. والشوق دوما للأشقياء طنجة المفعمة بالفرح ..لا تسرق نعل ابنها ابن بطوطة ... يبزغ الشنفرى من ضلع طارق بن زياد ، مثلما أكمام الرمان تتفتق بالاحمرار على خدي" بني الأحمر" وبربر الإنس والجنس بين أطياف غرناطة وقرطبة .. وترتوي حواء من عطشها في أقاصي الهند عندما فقدت نعلها .. وعنترة يسوق القطيع إلى قيظ الهجير ليرتوي الهجير.. استفاق المثقل بخطايا وثقل العنب المفضي إلى الكروم .. كان يهذي ، لأنه ببساطة كان ثملا ..لا يستطيع العبور إلى قيظ الهجير ..