ورثت المملكة المغربية على امتداد قرون، بفضل تعددها الثقافي، تراثا فنيا جد غني ومتنوع، تتعايش في رحمه، بانسجام وثيق، أصناف موسيقية متجذرة تاريخيا، مثل الفن الگناوي، والصوفي، والملحون، والطرب الغرناطي، والأندلسي والشعبي، دون إغفال الرگادة والموسيقى الأمازيغية المنتشرة من الريف إلى الأطلس الكبير. كما أن أنماطا موسيقية معاصرة بزغت أيضا في المملكة منذ الاستقلال، منها خاصة الأغنية العصرية والموسيقى العالمية والراي المغاربي الذي تكرس في أوساط الجمهور المغربي ذي الذوق الرفيع. وبرزت في مجموع المغرب ، بفعل هذا المعطى، نخبة من فناني الراي، نذكر من بينهم الإخوان بوشناق الذين سارت بذكرهم الركبان في وجدة، العاصمة الثقافية للشرق، ليفتحوا بذلك سبيل النجاح في وجه نجوم الراي المغربي الجدد. لذا، ومن أجل تكريم هذه الأصوات الجديدة، اعتبر المهرجان الدولي للفنون والثقافة "صيف الاوداية" أنه من المناسب دعوة كل من الشاب قاسمي (الأمير الصغير الجديد للراي) والشاب زهير والشابة ريما (المتوجان في مسابقة "راي أكاديمي" في 2015 و2013) لإحياء "ليلة الراي". وإذا كانت الأضواء قد سلطت على هؤلاء الفنانين بمناسبة مشاركتهم في المهرجان الدولي للراي بوجدة، فإن احتضانهم من طرف "عاصمة الأنوار" قصد النهوض بفن الراي وإشعاعه، تمخض عن الاتفاقية الموقعة بين اللجنة الوطنية للموسيقى وجمعية وجدة فنون التي تدعم، عن طريق هذه الحفلة، الدورة الخامسة لمهرجان "صيف الأوداية".