رحلت عنا الى دار البقاء الصديقة الغالية الأستاذة المبجلة مليكة أغراس،التي تنحدر من مدينة تاهلة شمال شرق المغرب،درست الإعلاميات وتألقت في هذا المجال،واشتغلت فيه بإخلاص وتمكنت من تعليم جميع الفئات بجدارة،وكسبت حب الناس واحترامهم،بشخصيتها القوية وروحها النقية والمرحة،وتفانيها في العمل،الى ان فاجأها المرض وهي في ريعان شبابها وحال دون اتمام مسيرتها التعليمية،وأقعدها لفترة في البيت وخاضت حروب العلاج بالصبر والعزيمة والصمود،ورغم كل المعاناة والآلام لم تفقد ضحكتها العفوية،وتقبلت مرضها وعاشت بشعارها الذي كانت تردده كل يوم(الخير فيما اختاره الله لي) وهي التي لم تعتد الخمول والكسل،والسجن بين الجدران الأربعة،استطاعت ان تتغلب على المرض والعجز وخرجت في اتجاه آخر،هذه المرة الى دار القرآن وحفظت كتاب الله،ودرست أحكام التجويد،والتفسير،ودأبت في تعليم النساء والفتيات وحثهن على الحفظ والمثابرة،وأخذت لقب أيقونة التحدي،الى ان فاجأها الموت ورحلت الى دار البقاء،بعد ان علمتنا قواعد الصبر والطموح والرضا بالقدر،وعدم اليأس وفقدان الأمل،وغرست فينا التفاؤل وحب الآخر وقيم التسامح . جمعتني بها صداقة متينة ملأها المحبة الصادقة والأخوة والاحترام المتبادل، يعز علي فراقها وما كتبته بمداد دمعي في حقها،والآن وقد رحلت عني لكنها لم ترحل مني، مهما قلت فيها ومهما كتبت لن أوفي حقها، رحلت صديقتي الحبيبة رحل جسدها وتركت لنا جمال روحها،اللهم اغفر لها و اجعلها مبتسمة في جنتك كما جعلتها مبتسمة في حياتها،ذكرياتي معا تنبض حنينا ،و سيرتها الطيبة في قلوب من عرفوها من قريب او بعيد، فراقها أفجع قلوبنا وعزاؤنا الوحيد أنها بين يد الله ورحمته،وهو أرحم من الأم بولدها،فيا رحيم ارحمها برحمتك واجعل قبرها روضة من رياض الجنة واجعل لها نصيباً من مغفرتك وعفوك، وأسكنها فسيح جناتك وألهم أهلها وذويها الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون. كلمة الشاعرة مليكة عزفا في حق صديقتها الاستاذة مليكة أغراس