تسببت التوضيحات التي ساقها عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب "العدالة والتنمية"، بشأن تكليف نائبه الأول جامع المعتصم بمهمة لدى رئيس الحكومة عزيز أخنوش، بضجة كبيرة هزت البيت الداخلي لحزب "الإخوان المغاربة"، على اعتبار أنها ضد الممارسة السياسية النبيلة. وأوضح الأمين العام لحزب "البيجيدي"، أن "رئيس الحكومة عزيز أخنوش اتصل بجامع المعتصم، مؤكداً له أن أعضاء حزب العدالة والتنمية هم وراء الضجة التي أثيرت حول الموضو (ديالكم هما لحركو هادشي)". واسترسل بنكيران: "لا أشعر بالحرج بتكليف نائبي الأول بمهمة لدى رئيس الحكومة المغربية (..) ومنذ معرفتي بالموضوع فضلت ألا أحرم رئيس الحكومة من شخص يعرف جيدا ملفات رئاسة الحكومة على مدى 10 سنوات والذي يتمتع بكفاءة عالية ويدرس الأمور بعمق ودقة"، على حد قوله. وفي رد تفاعلي مع أعضاء حزبه، هدد عبد الإله بنكيران بالاستقالة من منصبه الحزبي، قائلاً: "عرفوا أش بغيتو إن كان أمينكم العام يشرح، وتقومون بزوبعة في فنجان (..) سيأتي يوم أشعر فيه بأني لم أعد صالحا، وسأغادر الحزب، ليس جامع المعتصم". وخاطب بنكيران، أعضاء حزبه بالقول: "لا يليق بكم أن تنساقوا وراء هذه الحملة رغم التوضيحات التي نشرتها بخصوص الموضوع، وما يمكن أن يعتبر خطأ في قضية جامع المعتصم محدود، وأنا أتحمل المسؤولية في هذا الموضوع". وتابع: "ولو اعتبرنا أنه خطأ سياسي، يجب أن يكون موضوعا في إطاره، لأننا لسنا منزهين عن الخطأ"، مؤكداً "نحن معارضة ضد الفساد وليس ضد الحكومة، ففي حالة فشل أخنوش الكل سيؤدي الثمن". هذا، وكان بنكيران قد أصدر أمس الأربعاء، بلاغا توضيحياً، يبرر فيه جمع نائبه بين نيابته الأولى في الحزب وتكليف بمهمة لدى رئيس الحكومة الذي يعتبره خصما سياسياً. وقال بنكيران إن "جامع المعتصم شغل منصب مدير ديوان رئيس الحكومة على مدى عشر سنوات. وبمبادرة منه ومن رئيس الحكومة السابق الدكتور سعد الدين العثماني، أرجع كل الملحقين برئاسة الحكومة من حزب العدالة والتنمية إلى وظائفهم الأصلية؛ وعلى رأسهم هو نفسه". وأضاف، أن "المراسلة وصلت إلى حيث يجب أن تصل خصوصا فيما يهمه، حيث وصلت إلى مديرية الموارد البشرية بوزارة التربية الوطنية؛ إلا أن عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، كان له رأي آخر، إذ راجع جامع المعتصم في هذا القرار وأرسلت مصالحه رسالة إلى نفس المديرية لاستثنائه من هذا القرار". وقال عبد الإله بنكيران إن عزيز أخنوش قرر الاحتفاظ بجامع المعتصم ك"مكلف بمهمة لدى رئاسة الحكومة، وليس كمستشار لرئيس الحكومة، كما أشاع ذلك بعض المشوشين؛ وذلك نظرا لمعرفته به وبكفاءته، وهو الأمر الذي لم يعترض عليه جامع المعتصم ولم أعترض عليه أنا كذلك باعتباره في الأصل موظفا عموميا ولا عيب في أن يساعد رئيس الحكومة في أي أمر فيه مصلحة الوطن. كما أن هذا لم يمنعه من أن يقوم بدوره كنائب لي، كما لم يمنعه من المساهمة في معارضة الحزب للحكومة بكل وضوح وصراحة".